التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/تأخر الزواج وعقباته
التاريخ ١٢/٣/١٤٢٤
السؤال
في بلدنا هذا لا يحق للأسود الزواج ببيضاء البشرة، وهذا ما عانيته كثيراً، لأني وجدت فتاة ملتزمة ومتخلقة، وهي بيضاء البشرة، ولم أستطع أن أخطبها، لأني أعيش هنا وأعلم ما يحدث، فأنا أتساءل في الكثير من المرات هل إذا دخل الأسود الجنة لا يستطيع الزواج من الحور العين، لم يقلها الله الذي نحن عباده، فكيف نقولها ونحن في سنة ١٤٢٣هـ، حاولت التغيير من هذا إلا أني لم أفلح، فبماذا تنصحوني جزاكم الله خيراً؟ وخاصة عند إيجاد الزوجة الصالحة ذات البشرة البيضاء.
الجواب
أجاب عن السؤال الشيخ/ عبد الرحمن علوش المدخلي (عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين) .
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فإن هذا السؤال يذكرني بالحديث الذي رواه الحاكم في مستدركه (٢/٩٣) وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه، ووافقه الذهبي من حديث أنس - رضي الله عنه - أن رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رجل أسود اللون، قبيح الوجه، لا مال لي، فإن قاتلت هؤلاء حتى أقتل، أدخل الجنة؟ قال. نعم، فتقدم فقاتل حتى قتل، فأتى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مقتول، فقال:"لقد حسن الله وجهك، وطيب ريحك وكثر مالك" وقال: "لقد رأيت زوجتيه من الحور العين يتنازعان جبة عليه يدخلان فيما بين جلده وجبته".
فيا أخي الكريم: في المنهج الشرعي لا فرق بين أسود وأبيض، بل:"إن أكرمكم عند الله اتقاكم"، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... الحديث"، وقد امتثل الصحابة - رضي الله عنهم - هذا المنهج وأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك فزوج - صلى الله عليه وسلم - قزمان وهو أسود فتاة من الأنصار، وزوج مولاه زيد بن حارثة - رضي الله عنه - بنت عمته زينب بنت جحش - رضي الله عنها - وهي قرشية، فأنصحك يا أخي الكريم إذا وجدت الزوجة الصالحة ورضي أهلها أن يزوجوك فتقدم إليهم سواء كان في داخل بلدك أو خارجها، وإن لم تجد فاصبر واحتسب وابحث عن الدين والخلق أولاً، والله يرعاك.