للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أريد الزواج ودخلي قليل ...]

المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن

باحث شرعي.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/تأخر الزواج وعقباته

التاريخ ٣/٩/١٤٢٤هـ

السؤال

أنا شاب أريد الزواج ودخلي قليل، سؤالي: هل يجب على والدي تزويجي؟ علماً أنه تزوَّج مرة ثانية هذه الأيام ويبني بيتاً، وهو يقول إنه لا يملك نقوداً. وشكراً.

الجواب

الحمد لله، وبعد:

قبل أن أشرع لك في الإجابة على سؤالك وحل مشكلتك بإذن الله أود أن أهمس في أذنك ببعض الكلمات، أخاطب فيها قلبك الطيب، فأرعني سمعك يا رعاك الله، واستمع إلي بأذن قلبك لا بأذن رأسك، فمستعيناً بالله أقول:

اعلم وفقني الله وإياك لكل خير وبر، وصرف عنا وعنك كل سوء وشر، أن فضل الوالدين عظيم وبرهما واجب أكيد، أوجبه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم-، وجاء التحذير الشديد من عقوقهما أو أحدهما، فاحذر أن تعرض نفسك في الوقوع في هذا الذنب العظيم، فعليك بالبر بهما والإحسان إليهما، والتلطُّف معهما قال تعالى، "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً" [الإسراء: ٢٤] ، هذا ما أردت التنبيه عليه بداية.

أما بالنسبة لسؤالك: هل يجب على والدك أن يزوجك من ماله؟ فأقول لك: نعم يجب عليه أن يزوجك؛ لأنك ممن يلزمه النفقة عليه، ومن جملة هذه النفقة نفقة الزواج، قال تعالى: "وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم ... " [النور: ٣٢] .

قال العلامة السعدي في تفسيره ص (٥١٦) ، -وغيره من أهل العلم- يأمر الله تعالى الأولياء والأسياد بإنكاح من تحت ولايتهم من الأيامى وهم: من لا أزواج لهم من رجال ونساء ثيبات وأبكار، فيجب على القريب وولي اليتيم أن يزوِّج من يحتاج للزواج ممن تجب نفقته عليه، ا. هـ.

فهذا جواب سؤالك أخي الكريم، ولكن أود أن أقدم لك بعض النصائح لعل الله يجعلها سبباً في قضاء حاجتك:

(١) عليك أخي الكريم: أن تتكلَّم مع والدك بكل أدب واحترام، وتبث له شكواك بأنك تريد أن تعف نفسك عن الحرام، لأنك تخشى على نفسك العنت والوقوع في الحرام، فلا بد وأن يسعى في تزويجك بمن تكون كفئاً لك.

(٢) إذا لم تستطع مواجهة والدك فعليك أن توسِّط أحد أفراد العائلة من والدة وغيرها، أو أحد الأقرباء أو الأصدقاء ممن له تأثير وإقناع على والدك، ويتكلَّم له في هذا الموضع لعل الله أن يهدي والدك ويزوجك.

(٣) عليك بالتحلِّي بالعفة والبعد عن كل ما يثير شهوتك حتى ييسر الله أمرك، قال تعالى: "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله.." [النور: ٣٣] .

(٤) وإذا تاقت نفسك للزواج، وثارت عليك الغريزة فعليك بالصوم كما أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم-، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أحصن للفرج، وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" متفق عليه البخاري (٥٠٦٥-٥٠٦٦) ، ومسلم (١٤٠٠) ، ومعنى قوله: "وجاء" أي وقاية من الوقوع في الحرام.

<<  <  ج: ص:  >  >>