للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الترخص في السفر المحرم]

المجيب د. يوسف بن أحمد القاسم

عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء

كتاب الصلاة/ صلاة أهل الأعذار /صلاة المسافر

التاريخ ١٠/٩/١٤٢٤هـ

السؤال

حارت بي الكلمات ولا أقول إلا: جزاكم الله الجنة، ومن الجنة فردوسها.

سؤالي: هل يجوز في السفر الحرام الجمع والقصر؟ أرجو إجابتي وإرجاعي لمرجع معين

الجواب

الحمد لله وحده. وبعد:

هذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم: فذهب الجمهور من أهل العلم إلى أن سفر المعصية لا يجوز فيه الترخص بالجمع والقصر، وذهب أبو حنيفة - رحمه الله- إلى جواز الترخص في سفر المعصية بالجمع والقصر وغير ذلك، وهذا القول اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى (٢٤/١٠٨-١٠٩) وصححه، وهو الراجح دليلاً؛ لأن الشارع الحكيم شرع الترخص في جنس السفر، ولم يخص سفراً دون سفر، كما في قوله تعالى: "فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر" [البقرة: ١٨٤] ، ولم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه خص سفراً دون سفر مع علمه - صلى الله عليه وسلم- بأن السفر يكون حراماً وحلالاً، ولو بين ذلك لنقلته الأمة، وحيث لم ينقل ما يخالف ذلك، فإن الرخصة تكون مشروعة في كل ما يسمى سفراً. والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>