هل يجوز عند التقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- بالدعاء أن نقول: اللهم، ثم نبدأ بذكر بعض أسماء الله تعالى، وبعدها نقول: اللهم بحق محمد وآل محمد، وبحق الصحابة الطيبين أسألك أن تستجيب دعائي؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:
فأما دعاء الله -تعالى- والتوسل إليه بأسمائه وصفاته فهذا مشروع في حق من يدعو، دلّ على ذلك القرآن والسنة في مواضع كثيرة؛ منها قوله تعالى:"وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"[الأعراف:١٨٠] .
وأما قول القائل:(اللهم بحق محمد وآل محمد، أو بحق الصحابة الطيبين أسألك أن تستجيب دعائي) . فهذا من التوسل الممنوع الذي لا يجوز لأمرين:
أحدهما: أن الله تعالى لا يجب عليه حق لأحد، وإنما هو الذي يتفضل سبحانه على المخلوق بذلك. كما قال تعالى:"وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ"[الروم:٤٧] . فكون المطيع يستحق الجزاء هو استحقاق فضل وإنعام، وليس استحقاق مقابلة كما يستحق المخلوق على المخلوق.
الثاني: أن هذا الحق الذي تفضل الله به على عبده حق خاص بذلك العبد لا علاقة لغيره به، فإذا توسل به غير مستحقه كان متوسلاً بأمر أجنبي لا علاقة له به، وهذا لا يجديه شيئاً، كما ذكر ذلك العلامة الشيخ صالح بن فوزان -حفظه الله-.
وأما حديث:"أسألك بحق السائلين عليك" الذي أخرجه أحمد (١٠٧٢٩) ، وابن ماجه (٧٧٨) ، وغيرهما، فهو حديث ضعيف في إسناده عطية العوفي وهو مجمع على ضعفه. والله الموفق.