للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الدعوة بين إعراض العامي ومؤاخذته]

المجيب د. محمد بن عبد الله الخضيري

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/فقه الدعوة

التاريخ ١٦/١٠/١٤٢٤هـ

السؤال

قرأت في فتوى سابقة في الموقع ما يلي: العامي الذي تربى على عقيدة فاسدة ولم يجد من يصحح له عقيدته فلا مؤاخذة عليه، وإنما المؤاخذة على من أتاه الحق فرده.

فأنا كداعية إذا وجدت في بيئة جاهلة قد تغلبت عليها البدع والشركيات، وأنا أعلم أنني لو دعوتهم فسيردون الحق ويتمسكون بما نشأوا عليه، أفلا يكون من الأرحم لهم (حسب الفتوى السابقة) أن أدعهم على ما هم عليه؛ لكي لا تقع عليهم المؤاخذة؟ الرجاء التوضيح، وجزاكم الله خيراً.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الدعوى لا تصح من وجوه:

أحدها: ربما يكون ما وقع فيه من أخطاء من ضروريات العقيدة التي تضيق فيها دائرة العذر بالجهل، وبالتالي لا يعذر على ما هو عليه.

الثاني: أن هذه الحال لو تحققت في بعضهم فبأي حجة تترك دعوة الأكثرين الذين تنكبوا الصراط المستقيم وأعرضوا عن تحقيق التوحيد.

ثالثاً: أنت واجبك الدعوة إلى الله وتبليغ الدين والقيام بمهمة الرسل الذين دعوا أقوامهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، قال تعالى:"ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" [النحل:٣٦] ، وأنت من أتباعهم إن شاء الله، وقد جاء وصفهم بقوله تعالى:"قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله ... " [يوسف:١٠٨] .

رابعاً: أن مهمة البلاغ والإنذار وإقامة الحجة على العباد لا تلزم منها الاستجابة، فواجبك الدعوة وواجبهم القبول والاستجابة وترك أحدهما لواجبه لا يسوغ ترك الواجب للآخر، قال تعالى:"إن عليك إلا البلاغ" [الشورى من الآية:٤٨] ، فعليك أخي بالمبادرة إلى هذا الواجب العظيم مهما قل المعين، والله تعالى نعم المولى ونعم النصير.

<<  <  ج: ص:  >  >>