[لماذا لا تجوز ممارسة الحب قبل الزواج؟!]
المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب
التاريخ ٢١/٩/١٤٢٤هـ
السؤال
أنا نشأت كمسلمة متدينة، عندي صديق منذ أربع سنوات، ونحن غير متزوجين لكننا ننوي الزواج قريباً إن شاء الله، وبيننا علاقات حميمة من معانقة وتقبيل وتلامس، ونفعل أشياء بدنية كثيرة، لكننا لا نمارس الجماع بعد؛ لأننا نعرف أن الجماع حرام، أنا أرى أن الجماع ما هو إلا تطبيق وممارسة الحب، فكيف يغضب الله من ممارسة الحب بين شخصين متحابين؟ لماذا لا أستطيع التعبير عن حبي للشخص الذي أحبه؟.
وثانياً: الإسلام أباح للرجل الاستمتاع بالسبايا والإماء بدون زواج، فإذا كنت أعتبر نفسي سبية أو أمة لصديقي (وهذا حقيقة ما أشعر به فعلاً) ، فهل يحق لنا الجماع قبل الزواج؟. أرجو توضيح الأمور لي لأنني أحتاج مساعدتكم بسرعة.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن الله العليم الحكيم لا يغضب من ممارسة الحب بن الحبيبين، ولا يحرمه عليهما، ولا يريد بهما العنت والحرج؛ لكنه سبحانه اشترط لذلك شرطاً، وهو أن يكون ذلك في نطاق بيت الزوجية، بعد أن تأخذ المرأة من الرجل ميثاقاً غليظاً - وهو عقد النكاح-؛ الذي يقتضي التزام كل طرف بمسؤولياته تجاه الطرف الثاني، فيتحمل كل منهما ما يطاله من تبعات ممارسة هذا الحب في ظل الزواج - حتى لا يظل الحب دعوى مجرّدة ـ، فمثلاً إذا نشأ من هذه العلاقة الزوجية حملٌ، فالحمل منسوب للزوج، تلزمه نفقته، كما لزمته نفقة أمّه.
أما ممارسة الحب بلا نكاح، فهو مدعاة إلى الفوضى والتنصل من المسؤولية، فتكون المسألة مجردَ إشباعِ رغبةٍ، وتلذذٍ بالأجساد، وربما داخله خداعٌ وكذب وتصنعٌ، فيستغل أحدهما الآخر لأجل إرضاء ذاته وشهوته.
فإذا كنتما تعيشان حبّاً صادقاً ـ كما تذكرين ـ فمالذي يمنعكما أن تمارساه في ظل الحياة الزوجية المبنية على عقد نكاحٍ شرعي؟
إن عقد النكاح عقد ميسور واضح، لا لبس فيه ولا غموض ولا تعقيد؟!.فلا يشترط فيه سوى: رضا الزوجين، وحضور شاهدين، ومهر، وولي، وإيجاب وقبول؛ بأن يقول ولي المرأة للزوج: زوَّجتك ابنتي أو ولِّيتي فلانة بمهر كذا وكذا، فيقول الزوج: قبلت.
فإذا تحقق ذلك فقد حلَّت له، وحلَّ لها، ولهما أن يمارسا الحب على الطريقة التي يرغبانها بشرط ألا تكون فيه مخالفة لشيء من شرع الله.
أما تشبيهك نفسك بالأمة بين يديه، وأنه لا فرق بينك وبينها، فإذا جاز له أن يستمتع بأمته من غير زواج، فكذلك له أن يستمتع بك بلا زواج ـ كما تزعمين ـ، فهذا قياس فاسد؛ لأنه في مقابل نصٍ بل إجماع، وهو أن الحرة ليست كالأمة في جواز الاستمتاع، فالحرة لا يجوز الاستمتاع بها إلا بالنكاح بحيث تصبح زوجةً لها حقوق وعليها واجبات، أما الأمة فيجوز الاستمتاع بها بعد تملكها، (والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكتْ أيمانهم فإنهم غير ملومين) [المعارج:٢٩ -٣٠] .