[والدي والربا]
المجيب سعد الرعوجي
مرشد طلابي بثانوية الأمير عبد الإله.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/معاملة الوالدين
التاريخ ١٨/٠١/١٤٢٦هـ
السؤال
والدي رجل محافظ على الصلوات، وحريص على فعل الخير كثيراً -والحمد لله- إلا أنه يتعامل بالربا منذ سنوات، وقمت بنصحه عدة مرات، وبيّنت له عظم هذه المعصية، إلا أنه لا يزال عليها ولا يستطيع التخلُّص منها لكثرة ديونه، والآن بدت صحته ليست كالسابق. فما نصيحتكم له، وكيف أتعامل معه لحل هذه المشكلة؟ أفتونا مأجورين.
الجواب
أخي الكريم: لا شك أن هذه المشكلة وهي الربا خطيرة في حق والدك، فهو أمر لا بد أن تنقذ والدك منه بأسرع وقت؛ ففيه حرب على الله ورسوله، وعليك ببعض الأمور الآتية:
١) دائماً وأبداً استخدم سياسة الأدب واللطف واللين مع والدك حتى لو فعل هذا الأمر الشنيع واستمر فيه، ولعلك قرأت قول الله تعالى "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً" [لقمان: ١٥] . إذاً الله سبحانه وتعالى أمرنا بالإحسان إلى الوالدين حتى لو كانا مشركين يدعوننا إلى الشرك، ووالدك -والحمد لله- مسلم يصلي وحريص على فعل الخير كما تقول، ولم يَدْعُك إلى معصية، فالأولى الرفق به.
٢) لا تمل ولا تقف في دعوة والدك والنصح له وبيان خطورة عمله وتذكيره كلما منحت الفرصة، ويكون ذلك بآيات الله وأحاديث نبيه حول هذا الإثم العظيم، ولكن كما قلنا سابقاً تغلف ذلك باللطف واللين.
٣) حاول أن تستفيد من العقلاء والفضلاء في أسرتك والتعاون معهم، فإذا سمعت من والدك ثناء على أحد هؤلاء الأقارب فاطلب منه أن يتعاون معك لتوجيه والدك ونصيحته بدون أن يشعر والدك بدورك.
٤) كذلك ابحث في تأنٍ عن شخص يُعجب به والدك من المشايخ أو طلبة العلم، ثم اعرض عليه أن يتعاون معك لتوجيهك في أفضل الطرق لدعوة والدك أو قيامه هو بتوجيه مباشر وغير مباشر لوالدك ونصيحته وتذكيره بالله سبحانه وتعالى، ولعل من أفضل هؤلاء إمام المسجد الذي يصلي فيه والدك، خاصة إن كانت علاقتهما جيدة.
٥) الدعاء ... الدعاء ... فهو أعظم سلاح أعطانا الله إياه، وقد وعدنا الله بالاستجابة وجعل هناك أوقاتاً تتعاظم فيها الفرص بالاستجابة، فعليك بها ولا تكسل أو تتهاون في الاستفادة من هذا السلاح.
٦) إن استطعت أخي تسديد ديون والدك ليتجنب الربا فإنه أمر عظيم وجليل، ويساعد -بإذن الله- على تقبل والدك لمحاولاتك والانتهاء عن الربا.
وفقك الله لما يحب ويرضى،،،،