للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أشك في أختي]

المجيب عبد العزيز بن محمد الضبيب

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية / الثقة/بالآخرين

التاريخ ٢٩/٠٧/١٤٢٥هـ

السؤال

أختي الأرملة تقوم ببعض السلوكيات المشبوهة، وتخبرني أختي بممارسات غريبة نقلاً عن بنتها، من خروج من الساعة ١٢ منتصف الليل، وعودة في الثانية فجراً، ورفع صوت المسجل بالقرآن في منتصف الليل، وسماع أصوات غريبة في الغرفة، مع ملاحظة حملها لجهازي جوال، وخروجها عند تلقي اتصالاتها من المجلس لفناء المنزل، والتحدث لساعات طوال، لم أكن أعلم عن هذا إلا اليوم، وإني والله أفكر بمراقبة بيتها والتأكد، ولكني أخاف إن تأكدت أن أقوم بعمل تعلمونه (وهو قتلها ومن معها) ؛ لذا أرجو منكم توجيهي لما تنصحوني به، علماً أن حياتي أصبحت أشبه بجحيم بعد ما سمعت بالخبر. ساعدوني.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بعد اطلاعي على رسالتك أقول مستعينا بالله ما يلي:

أولاً: من خلال رسالتك تبين أن ما ذهبت إليه بشأن أختك الأرملة خبر تناقلته الأفواه من أختك ومنسوب إلى ابنة أختك، وكان مثار شبهة، ولم يأخذ صفة التأكيد، ومن هنا فالخبر مبني على أساس ضعيف.

ثانياً: لا تجعل سوء الظن يهوي بك إلى مزالق السوء والجهل، مستندا بذلك إلى قول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" [الحجرات الآية٦] ، ولكن ينبغي أن تتعامل مع الأمر بحكمة، فشقيقتك الأرملة قد تكون بأمس الحاجة إليك، فمد يديك لمساعدتها والوقوف بجانبها، فبدلا أن تتلمَّس الإيقاع بها بأمر قد يكون فيه سوء ظن وجهالة، فاحرص على تفقد أحوالها وأبنائها، واجعل للبيت حرمة ونظاماً، وستجد -بإذن الله - ما يسرك.

ثالثاً: أنصحك بتكرار الزيارات المنزلية لشقيقتك، ومساعدتها على تحمل أعباء الأسرة دون أن تتقمص دور الباحث الأمني لخفايا الأمور، واعمل بطريقة مقبولة على مناصحة أختك بعدم الخروج المتكرر دون حاجة ماسة، وخاصة في الأوقات المتأخرة، وأبدِ استعدادك لمرافقتها إذا لزم الأمر في الخروج، وإذا لزم الأمر امنع السائق من الخروج ليلا إلا بعد الرجوع إليك، كما يمكن أن يكون هناك دور هام لأمك في إصلاح أمر الخروج في الأوقات غير المناسبة، وبعض التصرفات غير المقبولة، والتي قد تثير الأقاويل والشبهات. والله أسأل أن يهدينا إلى سواء السبيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>