للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ماذا يفعل المظلوم؟]

المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن

باحث شرعي.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/اخرى

التاريخ ٢٨/٠١/١٤٢٦هـ

السؤال

السلام عليكم.

إذا وقع ظلم كبير على شخص، وأهينت كرامته، وذلَّه شخص آخر، ومن الممكن له الانتقام، ولكن سيعاقب على انتقامه، مع العلم أنه منحط نفسيًّا حتى الموت، فما السبيل؟ وما هي الأدعية المستجابة -بإذن الله- على الظالم؟ أفيدوني بواقعية ودقَّة. وجزاكم الله خيراً.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله قاضي الحاجات، ومفرج الكربات، ومجيب الدعوات، ناصر المظلومين، وخاذل الظالمين، وهو القوي العزيز، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

إلى الأخ السائل: - سلمه الله تعالى- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

اعلم -أخي الكريم- أن الظلم داء خطير، يعصف بالظالم قبل المظلوم، وينذر بالخراب المحتوم، ولهذا قيل: إن الظلم مرتعة وخيم، وقال بعضهم:

لا يأمن الدهر ذو بغي ولو ملكاً *** جنوده ضاق عنها السهل والجبل

ومن بشاعة الظلم أن الجبار -جل جلاله- حرّمه على نفسه؛ فقال عز من قائل -سبحانه- في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ... " أخرجه مسلم [٢٥٧٧] من حديث أبي ذر- رضي الله عنه-، فالظلم من كبائر الذنوب، ومن أشنع المحرمات وأبشعها، ما أحله دين من الأديان، ولم تقره شريعة من الشرائع، ولم يبحه عرف من الأعراف؛ لأن عاقبته وخيمة في الدنيا قبل الآخرة، فالظلم سبب لنزول النقم، وسلب النعم، ومدعاة للمحق والبغض من الرب جل جلاله.

ولخطورة هذا الشر المستطير، وشناعة آثاره، وبشاعة نتائجه، وخبث ثماره، لم يمهل الرب -جل وعلا- فاعله إلى الدار الآخرة ليذيقه الهوان العظيم، والعذاب الأليم، والنكال المبين، بل يعجل له العقوبة والعذاب في الدنيا، ويريه شر ما جنت يداه ليشفي صدور قوم مظلومين مقهورين، فوضوا الأمر إلى رب العالمين.

قال صلى الله عليه وسلم: "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم" أخرجه أبو داود (٤٩٠٢) ، والترمذي (٢٥١١) ، وابن ماجة (٤٢١١) من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه-. والبغي هو الظلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>