[التزم فغضب منه أبواه]
المجيب د. رياض بن محمد المسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية
التاريخ ٩/٩/١٤٢٤هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أدرس في جامعة فيها اختلاط فمنّ الله علي بالهداية، لذا قررت أن أخرج من الجامعة، وأيضاً أخاف على نفسي أن انتكس؛ لأن فتنة النساء فتنة عظيمة، ولا أطيق الدراسة، وإيماني يضعف شيئاً فشيئاً، وصبرت تقريباً سنة، ولكن المشكلة أن الوالدين غير راضيين تماماً، ووالدتي قالت بأن الحليب الذي أرضعتك إياه حرام عليك، ووالدي هددني بطردي من البيت، والوالدان غير ملتزمين، ولما أكلم والدتي عن الدين تقول لا أريد أن أسمع منك وعظا، وفي بعض المرات تعاتبني بلا سبب ولا أدري ماذا أفعل؟ (الإيمان أو إرضاء الوالدين) ؟ هل من الممكن أن أهاجر؟ أرجو أن تجاوبني يا شيخ لأن المسألة مهمة وأن يكون الجواب واضحاً ودقيقاً، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي في الله، أهنئك بكل صدق أن منّ الله عليك بالهداية والاستقامة، وأسأله سبحانه أن يثبتنا وإياك وسائر المسلمين على الحق حتى نلقاه.
أخي الكريم: حسناً فعلت حين تركت الدراسة المختلطة في الجامعة، فالاختلاط - ورب الكعبة - شر مستطير، وفتنة ساحقة، نسأل الله السلامة والعافية.
ومن نعمة الله أن البديل موجود في بلاد شتى في العالم الإسلامي، وبإمكانك أن تحاول الحصول على منحة دراسية في إحدى جامعات المملكة العربية السعودية أو غيرها أو الدراسة عبر المراسلة أو غيرها من الوسائل.
وبذلك تسلم من آفة الاختلاط، وترضي والديك بالمعروف، واعلم - حفظك الله - أن بعدك عن الحرام وفرارك من الفتن من أعظم ما تتقرب به إلى الله وتبر به والديك، وليس من برهما طاعتهما في معصية الله، وغضبهما عليك لا يضرك، بيد أن معاملتهما برفق ولين واجب عليك مهما أظهرا لك من الجفاء والقسوة.
وتذكر أن قسوتهما عليك نابعة من حبهما إياك وحرصهما على تفوقك واستمرارك في الجامعة، لكنهما لم يحالفا التوفيق حين أصرا على دراستك في جامعة مختلطة، فعليك مناصحتهما، وبرهما والصبر على أذاهما مع الحذر التام كما أسلفت من تقديم طاعتهما على طاعة الله جلّ جلاله.
وأما قولك (الإيمان أو إرضاء الوالدين) فأقول: إرضاء الوالدين بالمعروف من الإيمان، وأنصحك بهذه المناسبة - حفظك الله - أن تعنى بدراسة العلم الشرعي، وقراءة ما أمكنك من كتب السلف لتعبد الله على بصيرة، وتتخذ مواقفك - بعلم وفهم.
وأما سؤالك عن إمكانية الهجرة، فلا أدري ما تعني بالهجرة؟
فإن قصدت بالهجرة معناها العرفي أي الرحيل من بلدك إلى بلد آخر، فأقول لا مانع إن كان رحيلك سيكون إلى بلد إسلامي.
وإن قصدت بالهجرة معناها الشرعي أي الهجرة من بلاد الكفر إلى بلد إسلامي فلا وجه للهجرة في هذه الحالة؛ لأنك بلدكم بلد إسلامي معروف، وفقك الله وأعانك والسلام.