الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
القسم بالشيء تعظيم له، فالعبد يجب ألا يعظم غير الله، فلا يقسم إلا بالله - سبحانه- ولذلك لا يجوز القسم بالأشياء المذكورة في سؤالك، ولا بغيرها من المخلوقات؛ لأن ذلك شرك، كما في الحديث الصحيح:"من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" رواه التمرذي (١٥٣٥) وأبو داود (٣٢٥١) من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -، ولشناعة القسم أو الحلف بغير الله قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: "لئن أحلف بالله كاذباً أهون علي من أحلف بغيره صادقاً" رواه عبد الرزاق في المصنف (١٥٤٠٥) وغيره، فالكذب منكر عظيم؛ كما في الحديث:"وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً"، رواه البخاري (٦٠٩٤) ومسلم (٢٦٠٦) من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - وفي الحديث قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيكون المؤمن جباناً؟ فقال:"نعم"، فقيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ فقال:"نعم" فقيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ فقال:"لا" رواه مالك في الموطأ (١٨١٩) ، فابن عمر مع سوء الكذب كما سبق رأى أنه أهون من القسم بغير الله، وأرى أن صحة البيت المذكور في السؤال من حيث المعنى:
قسماً برب النازلات الماحقات*** والدماء الزاكيات الطاهرات. والله أعلم.