عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة
التاريخ ٢٥/٠٤/١٤٢٥هـ
السؤال
أنا فتاة عمري خمس وعشرون سنة، وأهلي لهم شروط متعسفة في زوج المستقبل، مما أدى إلى رفض الكثير من الخطاب، وأفيدكم بأنه تمت خطبتي سابقاً لمدة ثمانية أشهر، وبعد ذلك رفض أهلي هذه الخطبة والزواج بدون أسباب شرعية، فمشكلتي الآن هي أنني تعرفت على شاب بنية الزواج، وهو صادق من زواجه مني، ومما يدل على ذلك أنه قابل أبي بنية المعرفة المسبقة قبل الخطوبة، وفي يوم من الأيام أغراني الشيطان بأن أقدم له هدية، وبسبب الظروف الصعبة أخبرته بأن يأتي إلى بيتنا لكي يأخذها، وشاء الله بأن يأتي أخي في نفس الوقت، مما اضطرني إلى إدخاله داخل البيت، ولكن أخي عرف بذلك واستدعى الشرطة، وحرصاً علي وعلى النية الصادقة منه اضطر بأن يقول للشرطة بأنه داخل البيت من أجل الشغالة المسيحية، مع العلم بأن أخي كان يعرف أنه في البيت من أجلي، وبعد أن انتهى موضوع الشرطة بدون ذكر اسمي في الموضوع أخبرت أهلي بأنه يريد أن يتقدم لخطبتي، ولكن أهلي كانوا معارضين بشدة، بسبب أن لي علاقة مسبقة به، وأنا أريد أن أتزوجه وهو رجل على خلق ودين، وأن الإنسان ليس معصوماً من الخطأ، وأن الله -سبحانه غفور رحيم -، وكانت التوبة بأنه ستر علي في موضوع الشرطة، ويريد أن يتقدم لخطبتي بكل جدية، فما الرأي الشرعي في هذه الحالة؟ وأنا مصممة على الزواج منه، ولكن أهلي لا يريدون ذلك. وجزاكم الله عنا كل خير والله يوفقكم.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولاً: لقد أخطأت في هذه القضية عدة أخطاء: أولها: الذي سبب لك كل هذه المشاكل: (كيف تعرفت على هذا الشاب وبأي طريق تمت مكالمته؟) فمهما كانت الإجابة فأقول لك هذا غير جائز شرعاً، حتى المكالمات بالإنترنت أو الهاتف مع رجل أجنبي وعقد صداقة معه وإن كانت على زعمه (بنية الزواج) ، فهي غير جائزة؛ لأنه رجل أجنبي عنك؛ وقد قال تعالى:"فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض"[الأحزاب:٣٢] ، وهذا جر عليك حب الإهداء وهكذا، إلى أن وصل إلى إدخاله إلى البيت، وهو تصرف خاطئ؛ لذا عليك التوبة إلى الله من هذا العمل، والندم على ما حصل، وعدم العودة إلى مثل تلك المسائل بعقد علاقات مع شاب قبل الزواج، والله يقبل توبة التائبين ويحبها ويفرح بها.
ثانياً: قال الله -تعالى-: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا"[النساء:٣٦] فأمر بعبادة الله ثم عطف عليها طاعة الوالدين والإحسان إليهما ومن الإحسان إليهما الأخذ برأيهما ومشورتهما في كل هذه الأمور وعدم التحايل عليهما، فإذا رفضا هذا الشاب لأسباب مقنعة كما في هذه الحال فعليك الطاعة لهما وسيعوضك الله خيراً منه.