للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تحويل الميت من قبر إلى آخر]

المجيب د. عبد الله بن المحفوظ بن بيه

وزير العدل في موريتانيا سابقاً

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ١٥/٩/١٤٢٤هـ

السؤال

توفي والدي وأنا صغير، وبعد وفاته بمدة وجيزة قامت أمي بنقل جثمانه من المقابر الخيرية الجماعية إلى مقبرة خاصة بنا اشترتها وبنتها بعد وفات والدي، فأنت تعرف أننا أهل بدع وتقاليد حتى في الموت (عيب أن يدفن في مقابر الصدقة) ، هل في ذلك أي وزر على أمي؟ وهل فعلاً بذلك يحاسب الميت مرتين في كل قبر مرة؟ ونحن نزور قبر أبي فهل نزوره في القبر الأول أم الثاني، وجزاكم الله خيراً.

الجواب

العمل الذي قامت به أمك غير مشروع، فالميت إذا دفن في مكان ليس ملكاً لأحد وليس في مقبرة مشركين فلا يجوز نقله إلا لمصلحة خاصة له ونحو ذلك، أو مصلحة من مصالح المسلمين، فالأصل في قبر الميت أنه وقف عليه، فلا يجوز نقله من هذا المكان إلا لضرورة، أما ما فعلته أمك فهو غير مشروع وهو نوع من التقاليد التي لا ترجع إلى أصل شرعي.

أما ما يتعلق بزيارة قبر والدك، هل تزوره في القبر الأول أو القبر الثاني فالأمر يتعلق بجثمانه إذا كان قد نقل جثمانه كاملاً أو رفاته كاملاً من القبر الأول، فيزار في القبر الثاني، أما إذا كان قد أصبح رميماً في الأرض التي في القبر الأول ولم يكن في تابوت فإنه يزار في القبر الأول، فهذا يرجع لحال الذي رفع من القبر الأول، هل هو جثمان والده أم أنه فقط شيء اعتبرته أمه مناسباً حتى تعتبر أن زوجها قد نقل من هذا المكان.

أما بالنسبة للمحاسبة فإن الإنسان يسأل عندما يوضع في قبره، فلا يتكرر سؤال آخر، ولا يعرف في السنة أنه يتكرر سؤال آخر، فالسؤال هو عندما يدفن في قبره الأول أي: في أول وقت يوضع في قبره تسأله الملائكة، فهذا هو السؤال إذا كنت تريد بالمحاسبة هذا الأمر، أما ما يتعلق بعد ذلك بالحياة البرزخية فهي مستمرة سواء في قبره الأول أو قبره الثاني، فإن كان في جنة فهو في جنة، وإن كان في سوى ذلك فنسأل الله لنا وله العافية فالأمر متصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>