التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/آداب المعاملة
التاريخ ٢٨/٢/١٤٢٥هـ
السؤال
ما سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كيفية السلام والتهنئة بالعيد؟ هل كان يصافح بيده أم كان يعانق؟ وهل في المعانقة بين الإخوان بأس؟ -بارك الله فيكم، ونفع بكم الإسلام-.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
السنة في السلام المصافحة؛ لما رواه الترمذي (٢٧٢٨) وغيره من حديث أنس - رضي الله عنه- أن رجلاً سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: الرجل يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال - صلى الله عليه وسلم-: لا، قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: لا، قال: أفياخذ بيده ويصافحه؟ قال: نعم"، فإن كان قادماً من سفر اعتنقه كما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع زيد بن حارثة - رضي الله عنه- لما قدم المدينة، أتى النبي - صلى الله عليه وسلم- في بيته، فقام إليه واعتنقه وقبله" رواه الترمذي (٢٧٣٢) من حديث عائشة - رضي الله عنها- بسند ضعيف، فإن جرت عادة الناس على المعانقة في يوم العيد، فلا بأس إذ الأمر في هذا واسع، وله في الشريعة أصل، كما أن في دفع المعانق قطيعة ومجافاة.
أما التهنئة بالعيد بقوله: تقبل الله منا ومنك، أو عيد مبارك، أو تقبل الله صيامك وقيامك، أو ما أشبه ذلك، فلا بأس؛ لأن هذا ورد من فعل بعض صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس فيه محذور، ورواه ابن حجر، بإسناد حسن، عن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك، وروي نحوه عن أبي إمامة الباهلي-رضي الله عنه-، قال أحمد: إسناد حديث أبي إمامة - رضي الله عنه- إسناد جيد انظر السنن الكبرى للبيهقي (٣/٣١٩) والمغنى لابن قدامة (٣/٢٩٥) .
وروى عن الإمام مالك قوله:(لم نزل نعرف ذلك بالمدينة) ، وقال أحمد:(لا ابتدئ به أحداً، وإن قاله أحد رددته عليه) .
ولله در ابن يتمية حيث يقول:(وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأموراً بها، ولا هو أيضاً مما نهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة) . والله أعلم.