كثيراً ما نسمع في خطبة الجمعة: اللهم عليك باليهود وأمريكا، اللهم دمِّرهم، اللهم أهلكهم.
في الحقيقة يوجد يهود وأمريكان ظالمون، ويوجد يهود وأمريكان غير ظالمين، ولا يؤيدون ما يحدث في البلاد الإسلامية من قتل، فهل يجوز لي أن أقول: اللهم عليك باليهود الظالمين، أو الأمريكان الظالمين؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فبالنسبة للدعاء على اليهود والأمريكان فهناك إفراط وتفريط، فمن الناس من يتورع عن لعنهم والدعاء عليهم تحت مبررات وهميةٍ نابعةٍ من قصور فهمه بالشرع الحنيف، أو من نفسيته المنهزمة، أو إفراط في الأمر نابع من الجهل أو الحنق، والصحيح أن اليهود والنصارى يلعنون في الجملة لا في التعيين، وقد قال تعالى:"لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"[المائدة:٧٦] . وبنو إسرائيل اليوم جميعاً كفار ليسوا على دين أنبيائهم، فاستحقوا اللعنة بكفرهم دون اعتداءٍ منهم، فكيف إذا جمعوا بين الكفر والاعتداء؟!
وفي الصحيحين قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" صحيح البخاري (٤٣٦) ، وصحيح مسلم (٥٣١) . والدعاء عليهم بالهلاك والانتقام يكون على الظالم منهم لا عليهم جميعاً، فنقول: اللهم عليك باليهود الغاصبين، والصليبيين المعتدين. ولا نَعُمّ الجميع؛ لأن الجميع وإن كانوا بالنسبة لنا كفاراً ملعونين إلا أن كفرهم شيء، والدعاء عليهم جميعاً شيءٌ آخر. والله أعلم.