للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اتخاذ الوسائد ذات التصاوير]

المجيب عبد الرحمن بن إبراهيم العثمان

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ١٣/٠٣/١٤٢٧هـ

السؤال

أريد شراء قطيفة فيها تصاوير، فهل يجوز لي ذلك؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه، وبعد:

فإذا كان في هذه القطيفة تصاوير ذوات الأرواح، وتستخدم استخدام الفرش والسجاجيد بأن توطأ وتمتهن فاتخاذها جائز، وإن كانت تعلق وتنصب على الجدران أو النوافذ ونحوها فاتخاذها محرم؛ لما في الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه هتكه وتلون وجهه، وقال: "يا عائشة أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله". قالت: فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين.

وفي رواية: فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرتفق عليهما" يعني: يتوسد. صحيح البخاري (٥٩٥٤) ، وصحيح مسلم (٢١٠٧) .

والشاهد منه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنكر على عائشة -رضي الله عنها- الستر الذي كان فيه التماثيل وغيَّره وأزاله حينما كان منصوباً، فلما جعلت منه وسائد يتكأ عليها لم يكرهها؛ لكونها مما يوطأ ويمتهن بخلاف المنصوب.

وكان السلف -رحمهم الله- لا يرون بأساً باستعمال البسط ذات الصور إذا كانت مما يوطأ بالأقدام، يقول عكرمة مولى عبد الله بن عباس: كانوا يكرهون ما نصب من التماثيل نصباً ولا يرون بأساً بما وطأته الأقدام.

ولأن هذه الصور إذا كانت تداس وتبتذل فإنها لا تكون معززة ولا مكرمة، فلا يكون فيها تشبه بالأصنام التي تعبد وتتخذ آلهة، وبالله التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>