للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل تجب مفارقة هذا الزوج؟!]

المجيب سليمان بن إبراهيم الأصقه

رئيس المحكمة العامة بمحافظة بلقرن

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٠٥/٠٢/١٤٢٧هـ

السؤال

هل يجوز الاستمرار في العيش مع زوج يشرب الخمر، ويقضي إجازاته في السهر والغناء والرقص وإشباع الهوى وعدم الصلاة، أم الأفضل طلب الطلاق؟

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه، وبعد:

فإن صحَّ ما ذكرت عن هذا الزوج فهو رجل سوء، واقع في منكرات عظيمة، أشدها جرماً تركه للصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين وأول ما يحاسب عنه العبد، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن ضاعت فهو لما سواها أضيع. بل ذهب كثير من العلماء إلى أن تارك الصلاة كافر خارج عن ملة الإسلام، واستدلوا بأدلة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة". أخرجه مسلم (٨٢) من حديث جابر -رضي الله عنه-، وقال صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر". أخرجه الترمذي (٢٦٣٣) وصححه.

وصحّ عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. وفي رواية قال: لا إسلام لمن لا يصلي.

وسأل رجل جابراً -رضي الله عنه-: أكنتم تعدون الذنب فيكم شركاً؟ قال: لا. قال وسئل: ما بين العبد وبين الكفر؟ فقال: ترك الصلاة.

وقال التابعي الجليل عبد الله بن شقيق العقيلي: لم يكن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة.

ذكر هذه الآثار المروزي في كتابه "تعظيم قدر الصلاة" (٩٢٩، ٩٣٠، ٩٤٧، ٩٤٨) ، والأخير منها أخرجه الترمذي (٢٦٢٢) .

كما أن من عظائم المنكرات التي وقع فيها هذا الرجل شربه للخمر التي هي أم الخبائث ومفتاح كل شر، وفي الصحيحين البخاري (٥٢٥٦) ، ومسلم (٥٧) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن". وفي صحيح مسلم (٢٠٠٢) من حديث جابر -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل مسكر حرام، إن على الله عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال" قالوا: يا رسول الله وما طينة الخبال؟ قال: "عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار".

وإذا اجتمع مع ذلك غناء ومعازف فالخسف والمسخ قاب قوسين أو أدنى، قال صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم -يعني الفقير- لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غداً. فيبيتهم الله ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" أخرجه البخاري (٥٥٩٠) من حديث أبي عامر أو أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه-.

و (الحر) : الفرج الحرام، والمراد الزنا. و (المعازف) : هي آلات اللهو والغناء بجميع أنواعها. و (العلم) : هو الجبل. و (السارحة) : هي الغنم. فهؤلاء القوم اجتمعوا على الخمر والعزف والزنا والحرير واللهو فأسقط الله على بعضهم الجبل ومسخ آخرين قردة وخنازير.

<<  <  ج: ص:  >  >>