للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[توبة من وقع في الكفر]

المجيب د. رياض بن محمد المسيميري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الرقائق والأذكار/التوبة

التاريخ ٢٣/١٢/١٤٢٣هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من تردد بين الهداية والغواية، وهبطت به سيئاته إلى مستوى شتم الباري - عز وجل - وظل يتنقل بين الالتزام والنكوص، يغوص في الرذيلة إلى أذنيه ثم يتوب، وما يلبث أن ينزغ به شيطانه ثم يعود، فهل ما زال مسلماً؟

وهل وقع في الكفر؟ وهل كفره إعراض أم نفاق؟ وهل تنفعه الشهادتان؟ وهل أضله الله بعد أن قامت عليه الحجة؟ وهل الإنسان مخير في تحصل الهداية؟ وهل لابد للتوبة من توفيق الله - تعالى -؟ وهل الإعراض عن فتاوى مطابقة للسنة والأخذ بغيرها زندقة؟

الجواب

الحمد لله وبعد، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:

أخي في الله - لا شك أنك ارتكبت الكثير من الذنوب الخطيرة، وأخطرها تطاولك على الذات الإلهية وشتمك للرب جل جلاله، وهذا ناقض من نواقض الإسلام بالإجماع، تهون عنده بقية ذنوبك مع فداحتها.

ومع ذلك فإنَّ أبواب التوبة لا زالت مفتوحة بحمد الله، فأسرع قبل فوات الأوان، ولن تسعد بالتوبة أو تحظى ببركتها إلاَّ بالندم الشديد على ما حصل منك تجاه الخالق العظيم الذي أوجدك من عدم، وأسبغ عليك النعم، ولم يعاجلك بالعقوبة فابك على خطيئتك، وقل ربي إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً "وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين"، ثم أقلع عن ذنوبك جميعاً وعاهد ربك بصدق على ألاََّ تعود ثانية، وتذكَّر بأن الفرص قد لا تدوم.

وأما ضعف الصلوات وهجر القرآن والذكر وبغض الصالحين، وحب الصور والشذوذ وغير ذلك، فاتق الله وتخلص من هذه الورطات والسوءات الأخلاقية، واحمد ربك أنك في غني عن الحرام بما رزقك الله من الزوجة العفيفة، وأما الجواب عن أسئلتك الثمانية فهاك الجواب ملخصاً إلا

(١) إنَّ سبّ الذات الإلهية ردة عن الإسلام بالإجماع، فعليك بالتوبة الصادقة لما تقدم، لعل الله يتجاوز عنك برحمته وفضله، وإذا تبت من جميع ذنوبك تخلصت - بإذن الله - من النفاق الاعتقادي والعملي ومن أفتاك - أو قرأت له - بأن النفاق العملي يؤدي إلى النفاق الاعتقادي فقد أصاب بحمد الله.

(٢) تقدم الجواب.

(٣) نعم، وقعتَ في أنواع غليظة من الكفر، لكن لا تيأس فالتوبة تجب ما قبلها.

(٤) لا تنفعك الشهادتان إلا بالإقلاع العاجل عن الذنوب والكفريات، والمبادرة إلى التوبة الصادقة والنصوح وعليك أن تبادر إلى متابعة نبيك محمد - عليه الصلاة والسلام - في كل ما أمر به أو نهى عنه.

(٥) دع عنك هذه الوساوس والأفكار وأحسن الظن بربك، واحذر من اليأس وافعل ما ذكرت لك تسعد - بعون الله - في الدنيا والآخرة.

(٦) على الإنسان أن يبذل الجهد لسلوك مسلك الهداية، ويفعل الأسباب الموصلة إليها وإلى الاستقامة.

(٧) لابد أن تبادر أنت إلى التوبة أولاً، ومع هذا تأكد بأنَّ الله - جلّ وعز - إذا أراد شيئاً هيأ أسبابه، ولعل كتابتك إلينا نعمة ساقها الله إليك تظفر من خلالها باهتمام وعناية إخوة لك في العقيدة الصادقة، متى كنت تّواباً منيباً.

(٨) اتباع الرخص وشذوذات الفقهاء ضرب من الزندقة فاحذرها، واتبع الحق بدليله أنى كان، وفقك الله وأعانك وثبت قلبك وأعلى ذكرك، ويسَّر أمرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>