للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[هل أطلقها؟؟]

المجيب د. رياض بن محمد المسيميري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/نشوز الزوجة

التاريخ ١٤-٧-١٤٢٣

السؤال

مشكلتي مع زوجتي حيث لم أذق طعم السعادة منذ زواجي بها قبل سنة، فهي تفضل أهلها على زوجها وتصر دائماً على الذهاب إليهم حتى دون إذني وهم يؤيدون فعلها ذلك بل الأخطر أنهم يعتبرون أن طاعة الزوج غير ملزمة هذا بالإضافة إلى وقوعها في الكثير من الأخطاء كشرب الدخان والتلفظ على الزوج بألفاظ بذيئة والسفر بدون محرم رغم أنها ترتدي الحجاب وتحافظ على الصلاة!.

أصبحت مهموماً وغير راغب في هذا الزوج بل أصبح في نظري نكداً وغماً وليس مودة ورحمة

أرجو الإعانة وإرشادي عما فيه الصواب،،،

بارك الله فيكم.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أخي في الله، لا يسعني وقد قرأت رسالتك عدة مرات باهتمام شديد إلا أن أشكرك بحرارة على صبرك الجميل، وأخلاقك العالية، وحلمك وسعة صدرك.

وهذه القضية أخي الكريم هي قضية كثير من البيوت في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة.

وأحسب أن مردّ ذلك إلى ضعف الوازع الديني، وقلة العلم الشرعي بالحقوق والواجبات، وغلبة الأهواء وأنانية الطباع.

بيد أن ما تعانيه من زوجتك في نظري أهون بكثير من عشرات المشاكل التي تصلنا أو نسمع عنها، فزوجتك -بحمد الله- قائمة بفريضة الإسلام الكبرى وهي الصلاة، كما أنها تلبس الحجاب -كما ذكرت لنا- وهذا لعمري مؤشر خير ذو أهمية بالغة يدل على وجود الاستعداد الكبير لديها لتحقيق مزيد من الاستجابة لشرائع الدين، والانسجام مع ما تأمله أنت كزوج، لك حقوقك الشرعية المعروفة.

وأعتقد أن سنة واحدة من عمر زواجكما غير كافية لتوصلك إلى جحيم اليأس، والشعور بالملل، والاطمئنان إلى الفشل، سيما وأنت إنسان متدين، فخور بإسلامك، معتز بقيمك تؤم المصلين، وتحظى باحترام الناس وتقديرهم.

أخي في الله، الجأ إلى الله أولاً بالدعاء الحار الصادق بأن يفرج همك ويصلح لك زوجتك، ألح بالدعاء بلا ملل أو كلل، واغتنم ساعات الإجابة فما خاب من دعاه -سبحانه- وهو الكريم المنان.

ثانياً: داوم على مناصحة زوجتك بالرفق واللين، صارحها بحبك لها وحرصك على البقاء معاً، وذكرها بالله، امتدح جوانب الخير عندها، شجعها على مزيد من الصلاح والتقرب إلى الله.

تحبب إليها بالهدية التي يهواها قلبها، اعمل ما في وسعك لكسب قلبها، وابتعد عن الانفعال والتشنج أثناء مناصحتها أو الحديث معها.

ثالثاً: ناصح أقاربها وخاصة من تشعر بأنه يحرضها عليك أو يشجعها على معاندتك، فالكلمة الطيبة والابتسامة اللطيفة تفعل الأعاجيب، وحاول وسترى -بإذن الله- النتيجة التي تحب.

رابعاً: حاول أن تبين لزوجتك أولاً ولأهلها ثانياً حقوق الزوج التي كفلها له الإسلام، ومن أهمها: الطاعة بالمعروف، وحاول أن تزيل بكل هدوء الشبه العالقة بأذهانهم حول قضية سفر المرأة بلا محرم أو غيرها من النقاط التي أشرت إليها.

خامساً: حاول الانتقال إلى منطقة أخرى، بعيداً عن أهلها حتى تبتعدا عن جو المشاكل، ومن ثم تفتقد زوجتك العناصر المؤججة للشقاق بينكما، ولتكن هذه المرحلة بعد استنفاذ الوسائل السابقة.

وختاماً أتمنى لك حياة هانئة، وسعادة مستقرة، وثواباً جزيلاً،

والله يحفظك والسلام عليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>