[الاستمتاع بالزوجة قبل ليلة الزفاف]
المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/ عشرة النساء/استمتاع كل من الزوجين بالآخر وحدود ذلك وآداب الجماع
التاريخ ٠٨/٠٤/١٤٢٦هـ
السؤال
فضيلة الشيخ: لقد عقدت نكاحي على بنت الحلال، لكن أهلها لا يسمحون بالاتصال والزيارات قبل ليلة الزفاف؛ وذلك لعاداتهم وتقاليدهم، الآن وقد بقي على ليلة الزفاف أقل من شهرين، وعدم معرفتي بجوانب شخصية زوجتي سيؤثر على حياتي في المستقبل، فهل الحب بعد الدخول أفضل من الحب أيام الخطوبة وقبل الدخول أم مثله؟ جزاك الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
إذا كنت قد عقدت عليها عقد النكاح فهي زوجتك، وهي حِلٌّ لك كما أنك حل لها، ويجوز لك الخلوة بها ووطؤها، لكن أرى من الأصلح لكما والأرفق بها أن تراعي عادة أهلها من رفضهم لزيارتك لها أو الاتصال بها.
لكن لكي تزول الرهبة بينكما، ويذهب عنها الخجل وتتعارفا أكثر، أرى أن يكون بينكما تواصل عبر الهاتف الجوال -بغير علم والدها-، والأولى أن يكون بعلم أحد إخوتها؛ حتى لا تجلب عليها الشبه والريبة، أو عبر البريد الإلكتروني أو الماسنجر؛ فلعل في هذا عوضاً لكما عما مُنعتما منه مما أحله الله لكما.
وأما ما تسأل عنه من أمر الحب بعد الزواج، هل هو مثل الحب قبله أو أفضل منه؟ فهذا يختلف باختلاف الناس، وحسب ما يكتبه الله بين الزوجين من التوفيق.
لكن لتعلم أن لكل جديد لذة، فأول الزواج هي أيام لا تنسى؛ ففيها أحلى الذكريات، وأحسن العلاقات، وهي مليئة بالفرح والأنس واللذة، يذوقان فيها لذة التعرف والاكتشاف، ولم يظهر بعد ما يعكر صفاءها من الخلافات أو المشكلات.
ومع مرور الأيام تذهب لذة الجدة ومتعة البداية وحلاوة الاكتشاف للعالم الآخر المكنون، ولكن تنمو شجرة الحب وتقوى بينهما الصلة والرابطة، وكلما مر يوم زاد كل منهما تعلقاً بالآخر، وهذا إذا وفق الله بينهما، ويزداد حباً على حب ومودة إلى مودة وأنساً إلى أنس، ولا ينفي هذا أو يكذبه ما قد يحصل من رتابة الحياة مع مرور الأيام، فهذه هي طبيعة اللقاءات وسنة الحياة، وليس يذهبها وجود الحب أو زيادته، إنما يذهبها التجديد والتغيير والتطوير ورحلات الاستجمام ... إلخ.
أما ما يزعمه المتحررون من دعاوى الحب قبل الزواج، وأعني قبل أن يكتبا عقد النكاح، فقد يحدث شيء من هذا، ولكنه حب مشوب بما يعكر صفوه من الادعاءات الكاذبة من أجل تحقيق مصالح شخصية، أو أغراض دنيئة، وما أكثر من يدعي الحب وهو كاذب، ويخدع المرأة بالألفاظ المنمقة الساحرة والعبارات الجميلة، وهو لا يقصد من وراء هذا إلا شهواته ونزواته، ويجعل المرأة مطمعاً لذلك.
فمن أراد أن يعيش عالم الحب بكل صدق فليأخذ برباطه المقدس - رباط الزواج- ثم ليمارس الحب كما يهوى على ما أباح الله وأذن به. والله الموفق.