أنا شاب مستقيم -ولله الحمد-، لكن أعاني من مشكلة لا أدري هل هي مشكلة أم تهويل من إبليس؟ (أنا بكل صراحة سريع التأثر والبكاء، لذلك ابتعدت عن إلقاء الكلمات لأني أرى أن البكاء أمام الناس من الرياء) ، وكذلك أجد حرجاً شديداً إذا بكيت في صلاة التراويح والقيام (أشعر بأنني مراءٍ وكذاب، وأن هذا البكاء فقط لجلب انتباه الآخرين) أرشدني يا شيخ، ماذا أفعل؟.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالجواب من جانبين:
الأول: أما امتناعك عن إلقاء الكلمات بسبب البكاء فهذا غير مقبول؛ لأن الخطيب والداعية إذا كان صاحب عاطفة وتأثر - كما هو حالك - يستطيع أن يؤثر في كثير من الناس الذين لا يجدي معهم إلا هذا الأسلوب، كما أن هناك فئة أخرى لا ينفع معها إلا الأسلوب العقلي، وأخرى لا ينفع معها إلا القوة والشدة، وهكذا..
الثاني: أما خوفك من الرياء بالطريقة التي ذكرت في سؤالك فليس من الدين في شيء، بل هو نوع من الوساوس الشيطانية لصرفك عن الخير الذي أنت فيه من خضوع وتأثر.
كما أن عليك أن تعلم أن استسلامك بهذه الوساوس قد يقودك إلى ترك كثير من الخير والطاعات، كما عليك أن تعلم أن كثيراً من أئمة السلف نقل عن أحوالهم ما هو أشد مما ذكرت عن نفعك من البكاء والتأثر، ومع ذلك ما صدهم عن الدعوة والعبادة. ننصحك بقراءة كتاب (الرقة والبكاء) لابن أبي الدنيا، وكتاب:(عندئذ بكى النبي صلى الله عليه وسلم) لـ[خالد بن حسين بن عبد الرحمن] ، وكتاب (أين دمعتك من بكاء البكائين؟) لـ[علي بن عبد العزيز] .