للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حماتي نكدت عليَّ حياتي

المجيب عبد الله عبد الوهاب بن سردار

إمام وخطيب جامع العمودي بالمدينة المنورة

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/أهل الزوجة

التاريخ ٢٤/٠٤/١٤٢٥هـ

السؤال

أم زوجتي تحرض زوجتي علي دائماً، وتتدخل في كل صغيرة في حياتنا، وقد حدث خلاف صغير بيني وبين زوجتي، وتدخلت أمها بتحريضها لها بأخذ عفشها والذهاب إلى بيت أبيها، ووجدت موقف أبوها سلبي جداً حتى أنني بدأت أفكر في تركها لولا الأولاد، سؤالي أنني أعاني من تدخلات أمها غير المباشرة طبعا، وأصبحت لا أدخل بيت أهلها مطلقا لتفادي مقابلة أمها؛ لأنني عندما أراها أضطرب وأتغيظ، هل عليّ ذنب إذا لم أدخل بيتهم تفاديا لسماع أي كلمة قد تثير المشاكل - أريد نصيحتكم كيف أتعامل مع أهلها؟.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:

الأخ الكريم: -حفظه الله - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو المعذرة على التأخر في الجواب.

أخي الكريم: عندي عدة تساؤلات حول مشكلتك هذه:

تساؤلي الأول: هل أنت متأكد من أن أم زوجتك هي التي تحرض زوجتك أم أنه ظن وتوقع منك؟ فإن كان ظناً وتوقعاً فأرجو أن تبحث عن السبب الحقيقي للمشكلات بينك وبين زوجتك.

تساؤلي الثاني: كيف تدري أم الزوجة عن تفاصيل حياتكم حتى تتدخل فيها؟ هل تبحث هي وراءكم وتتبع الأخبار حتى تصل إلى ما تريد؟ أم أن زوجتك من النوع الذي ينقل كل أمور البيت ومشكلاته إلى هناك؟

فإن كانت الزوجة هي التي تنقل كل شيء فالعلاج أسهل؛ وذلك بمنع الزوجة من توصيل الأخبار إلى هناك، ويكون المنع قاطعاً جازماً مع الإقناع بمساوئ هذا العمل، ومع التذكير بالله - عز وجل- في التسبب في المشكلات، وإحداث القطيعة بسبب نقل الأخبار إلى هناك، وأما إن كانت أمها هي التي تبحث عن أخباركم؛ فالأمر أصعب قليلاً ولكنه مقدور عليه - إن شاء الله -، وأوصيك أن تكون حازماً قليلاً في منع الزوجة من التجاوب مع أمها حين تفتش الأم عن أخباركم.

التساؤل الثالث: كيف أنت في علاقتك بأم زوجتك؟ هل تؤدي حقها من الصلة والسؤال والإحسان بالكلمة الطيبة، وبالزيارة والأدب والتقدير؟ أم أنك مقصر في ذلك كله أو بعضه؟

فإن كنت مقصراً فلا بد أن تعود إلى الصواب وتؤدي الذي عليك من الأدب والاحترام والصلة بالسؤال عنها والاتصال والزيارة، بل وتزيد على ذلك فتحسن إليها بالهدية ونحو ذلك، والنفوس جُبلت على حب من يحسن إليها.

إذاً: احرص على كسب أم زوجتك وستنتهي مشكلتك هذه، بل ستعينك على إصلاح ابنتها (زوجتك) .

أخي الكريم: حاول إصلاح زوجتك وتعليمها هذا الجانب من العشرة الزوجية واستخدام الوسائل التالية لعلها تفيد:

أولاً: الوسائل المباشرة:

أ- الإقناع المباشر منك بأن تجمع سلبيات هذا الموضوع ثم تطرحها عليها بأسلوب هادئ مقنع يخاطب العقل ويعرض المفاسد، وقد يكون هذا الإقناع عن طريق إجراء حوار بينك وبينها، تطرح هي دوافعها إلى هذا العمل وتقوم أنت ببيان الخطأ في ذلك.

ب- الوعظ والتذكير بالله - عز وجل- وبيان ما في هذا العمل من مخالفات شرعية مثل: معصية الزوج، إفساد العلاقة بين اثنين ما، تخريب بيت أسرة مسلمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>