للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[دعوة القساوسة لحضور افتتاح المساجد]

المجيب د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

عضو البحث العلمي بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢/٥/١٤٢٤هـ

السؤال

لدينا افتتاح جامع، فهل تجوز دعوة بعض النصارى ومنهم بعض القساوسة لحضور حفل الافتتاح داخل الجامع لإظهار التسامح الإسلامي؟ وهل يجوز تلبية دعوتهم لحضور افتتاح كنيسة؟ مع العلم أن المسلمين يتعرضون لمحاولة تشويه في السنوات الأخيرة.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعد، أما بعد:

فإنه يجوز أن يمكن اليهودي أو النصراني أو حتى المشرك من دخول المسجد - سوى المسجد الحرام - إذا كان لغرض صحيح.

فقد استقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - وفد نصارى نجران في مسجده، وأتاه بعض رسل المشركين فيه، وربط أسرى بدر من القرشيين المشركين في سواري المسجد ليستمعوا القرآن، ولعبت الحبشة - وهم نصارى - بحرابهم عنده - صلى الله عليه وسلم - في مسجده، انظر ما رواه البخاري (٣٧٤٥-٤٦٢-٤٥٥) ، ومسلم (٢٤٢٠-١٧٦٤-٨٩٢) من حديث حذيفة وأبي هريرة وعائشة -رضي الله عنهم- ولكن إذا لم يكن لدخولهم فائدة أو نشأ عن ذلك مفسدة فإنهم لا يمكنون من دخول المساجد، ومن أمثلة المفسدة:

(١) أن يجري استقبالهم والاحتفاء بهم، بسبب صفتهم الدينية، لا بغرض دعوتهم إلى الإسلام ومجادلتهم بالتي هي أحسن.

(٢) أن يلتبس الأمر على عوام المسلمين وجهالهم، فيظنوا أن الأديان سواسية، وأن جميعها صحيح مقبول عند الله كما ينادي بذلك دعاة تقريب الأديان.

(٣) أن يترتب على ذلك التزام وجهاء المسلمين وأئمة مساجدهم أن يبادلوا النصارى الزيارة، فيقعوا في تعظيم شعائر الكفر بالاحتفال بافتتاح الكنائس، ورؤية الصلبان، وسماع عقائد الكفر من التثليث ودعوى بنوة المسيح وتجسد الإله فيه، تعالى الله عما يقولون، ولا ينكرونه.

فمع وجود هذه المفاسد أو بعضها أو مثلها لا يحل فعل ما سبق مهما كانت المسوغات.

وإظهار محاسن الإسلام يكون بالبيان والتعريف والسلوك الحسن، ولا يلزم منه المسارعة إلى ما يطلبون من المداهنة، قال تعالى: "ودوا لو تدهن فيدهنون" [القلم: ٩] والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>