ما رأي فضيلتكم بمن يقوم بالتحية للمدرب من دون انحناء؟ وذلك بأن يضم يده اليمنى ويضربها في يده اليسرى المفتوحة، علما أن هذه التحية تعطى لكل من يحمل حزاماً أسود، سواء كان كافراً أو مسلماً، ولو كنا في التمرين نقطعه ونقوم له من أجل إعطائه هذه التحية، مع العلم أننا لا نجد من يحسن إعطاءنا مثل هذه اللعبة إلا عنده، وهو يطالبنا بذلك من أجل أنها من لوازم اللعبة؟.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد فلا أحب لأخي السائل أن يؤدي التحية المذكورة، لأن المصافحة عبادة يؤجر فاعلها، فعن حذيفة - رضي الله عنه - مرفوعاً "إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر" أخرجه الطبراني في الأوسط (٢٤٥) بسند جيد، وعن البراء - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا" أخرجه أبو داود (٥٢١٢) والترمذي (٢٧٢٧) وحسنه، فاستبدالها بتحية أخرى غير طيب كما هو ظاهر.
مع أنها مأخوذة من غير المسلمين، فتكون محرمة أو مكروهة، فإن التشبه بالكفار نهي عنه، ومخالفتهم مشروعة سواء قصد الفاعل التشبه بهم أو لم يقصد، فقد نهي المسلم عن ترك بياض الشعر وطول الشارب، وهذه لا تقصد فيها المشابهة، ومع ذلك كانت مشمولة بالنهي عن التشبه بالكفار، وأعمال الكفار المأخوذة من دينهم أو ما اخترعوه من العبادات أو العادات كلها قد نهي المسلم عن مشابهتهم فيها، قال شيخ الإسلام:(ما أحدثوه (يعني الكفار) من العبادات أو العادات أو كليهما فهو أقبح، فإنه لو أحدثه المسلمون لقد كان قبيحاً، فكيف إذا كان مما لم يشرعه نبي قط بل أحدثه الكافرون، فالموافقة فيه ظاهرة القبح) اقتضاء الصراط المستقيم (١/٤٢٣) . والغالب أن تلك التحية من بقايا الديانات الشرقية الوثنية.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم - "من تشبه بقوم فهو منهم" أبو داود (٤٠٣١) ، وأحمد (٢/٥٠) عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - بسند حسن، فالتحذير شديد من التشبه.
ثم في تقديم التحية لغير المسلم وجه كراهة ثالث، فقد سئل الإمام أحمد عن مصافحة أهل الذمة فقال لا يعجبني. (غذاء الألباب ١/ ٣٢٥) .
ومن جميع ما سبق تبين أن القيام بالتحية المذكورة غير مستحسن ولا مرغوب فيه، ولعل الله تعالى أن ييسر من يعلم هذه الرياضة من غير التحية المذكورة، والله الموفق والهادي لا إله إلا هو.