عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ ١٤/٣/١٤٢٥هـ
السؤال
نعلم أن أسلافنا المسلمين كانوا عندما يفتحون البلاد للإسلام يحطمون ما يجدونه من تماثيل ومعابد، ومنشآت مكرسة لعبادة غير الله -عز وجل- ولكننا في العصر الحديث وجدنا معاهد وجامعات أنشأتها حكوماتنا بإرشاد من الغرب الكافر، هذه الكليات والمعاهد منها ما هو متخصص في تخريج من يعمل كمفتش أو مرمم، أو موظف في مجال التنقيب عن آثار الفراعنة وحفظها وصيانتها، والسؤال: ما حكم العمل في وظيفة من هذه الوظائف السابقة؟ -وجزاكم الله خيراً-.
الجواب
الحمد لله، وبعد:
العناية بالصور المجسمة من الأصنام والتماثيل باسم حماية الآثار هو عين الوثنية والجاهلية الأولى التي جاء الإسلام بنقضها، ولئن كانت جاهلية الأمس بدائية ساذجة، فإن جاهلية اليوم خبيثة ماكرة ومعقدة، فهي تتزيى بزي الثقافة والفن، والمحافظة على تراث الماضي من الآباء والأجداد، ولئن كانت الجاهلية الأولى يتبناها الأفراد فإن جاهلية القرن العشرين وما بعده تتبناها الدول والهيئات، فجعلتها منظمة مقننة، على حد قول الشاعر:
لقد كان فينا الظلم فوضاً فهذبت *** حواشيه حتى صار ظلماً منظما
يا أخي: -احمِد الله- أن هداك للحق، وعرفك به، فالزمه حيثما كنت، واعلم أن ترميم الأوثان والتماثيل حرام كمن يقوم بنحتها وصناعتها؛ وفي الحديث الذي رواه مسلم (٨٣٢) عن أبي أمامة - رضي الله عنه - وفيه:"أرسلني ربي بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء"، وفي صحيح مسلم (٩٦٩) أيضاً عن أبي الهياج قال لي علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه-: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته"، وأول ما يدخل في معنى الصورة في الحديث الصورة المجسمة، وابحث لك يا أخي عن عمل شريف خير لك من وظيفتك الحالية، ولا عليك حرج في إجازتك بدون مرتب - إن شاء الله- وفقك الله ورزقك حلاله عن حرامه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.