عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية
التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/آداب المعاملة
التاريخ ٩/٩/١٤٢٤هـ
السؤال
أرجو عرض الأحاديث التي وردت في الانحناء للمخلوق، وما هي الحكمة منها؟.
الجواب
بالنسبة للانحناء منه ما هو سجود، هذا فيما رواه الإمام أحمد (١٢٢٠٣) في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما سجد له بعير ذات يوم فقال الصحابة - رضي الله عنهم -: يا رسول الله، نحن أولى بالسجود من هذه الدابة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها"، وبالنسبة للانحناء فقد ورد فيه حديث صحيح آخر صححه الشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله - وهو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - سئل: عن الرجل يلقى الرجل أيقبله؟ قال: لا، أينحني له؟ قال: لا، قال يصافحه، قال:"نعم" انظر الترمذي مع أحكام الألباني (٢٧٢٨) ، فورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: أنه نهى عن الانحناء (أن ينحني الرجل) ، وعليه فلا يجوز للإنسان أن ينحني أمام مخلوق، اللهم إلا ذلك الانحناء الذي هو عن ضرورة لوالد ليقيمه، أو ليقبله ويقبل رأسه، وهذا ليس من الانحناء المنهي عنه، وإنما هو انحناء ضرورة ليقبله باعتبار أنه مثلاً قد يكون مريضاً أو شيخاً كبيراً لا يستطيع المُسلِّم أن يساويه في الوقوف فيساويه في الجلوس، فليس في الحقيقة هذا انحناء، وإنما هو مساواة في الهيئة التي يكون عليها الجالس إذا كان رجلاً كبيراً، نعم وإلا الأصل في الانحناء أنه منهي عنه، وما هو أبلغ من الانحناء كالركوع والسجود فالنهي عنه من باب أولى، والله أعلم.