للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تقبيل اليد]

المجيب د. رشيد بن حسن الألمعي

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ١٧/١٢/١٤٢٦هـ

السؤال

أرجو من فضيلتكم توضيح أقوال العلماء في حكم تقبيل اليد في المصافحة بين الرجل والرجل، مع ذكر القول الراجح.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذه المسألة مما اختلف فيها العلماء، وقد تكلم عنها الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في شرحه على حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- في البخاري بشرحه الفتح رقم (٦٢٦٥) (١١/٥٦-٥٧) باب الأخذ باليد فقال مانصه: [قال ابن بطال: الأخذ باليد هو مبالغة المصافحة، وذلك مستحب عند العلماء، وإنما اختلفوا في تقبيل اليد فأنكره مالك وأنكر ما روي فيه، وأجازه آخرون واحتجوا بما روي عن عمر أنهم لما رجعوا من الغزو حيث فروا قالوا: نحن الفرارون، فقال: بل أنتم العكارون أنا فئة المؤمنين. قال: فقبلنا يده، قال: وقبل أبو لبابة وكعب بن مالك وصاحباه يد النبي -صلى الله عليه وسلم- حين تاب الله عليهم. ذكره الأبهري، وقبل أبو عبيدة يد عمر حين قدم، وقبل زيد بن ثابت يد ابن عباس حين أخذ ابن عباس بركابه، قال الأبهري: وإنما كرهها مالك إذا كانت على وجه التكبر والتعظم، وأما إذا كانت على وجه القربة إلى الله لدينه أو لعلمه أو لشرفه فإن ذلك جائز] .

وقال النووي: تقبيل يد الرجل لزهده وصلاحه أو علمه أو شرفه أو صيانته أو نحو ذلك من الأمور الدينية لا يكره بل يستحب، فإن كان لغناه أو شوكته أو جاهه عند أهل الدنيا فمكروه شديد الكراهة) انظر فيض القدير (٦/١١) .

وانظر للمزيد في هذه المسألة عون المعبود (١٤/٩٠) ، وتحفة الأحوذي (٧/٤٣٧) ، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>