فضيلة الشيخ: أود أن أطرح عليك هذه المشكلة، والتي تتعلق بابنة أخي البالغة من العمر ١٢ سنة، فهي مدمنة على قنوات الأغاني والفيديو كليب، ولا تتقبل النصيحة، وهذا الاهتمام بقنوات الأغاني يؤثر على دراستها، أمها تشكوها لي، وتطالبني بنصحها، لكنني أجدني عاجزة عن التواصل معها وإيجاد السبيل لإقناعها بالاهتمام بأمور أخرى غير التلفزيون، أتمنى أن تساعدوني، ولكم منا وافر الشكر. جزاكم الله كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الكريمة: جزاك الله خيراً على اهتمامك بابنة أختك، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
أختي الكريمة: عندما يدمن الشخص على شيء ما فإنه في الغالب يربط السعادة والراحة بهذا الذي أدمن عليه، ويربط التعاسة والألم بالبعد عنه؛ ولذلك فإنك بالقدر الذي تستطيعين فيه فك الرابط بين هذه الأشياء ستنجحين في إقناعها - بإذن الله تعالى-.
حاولي - أختي الكريمة- أن تتعرفي على اهتماماتها الأخرى والأشياء التي تجذبها وتستطيعين توفيرها وإشغالها بها، فإن هذه المرحلة؛ مرحلة مراهقة وفيها يهتم الشاب أو الشابة بالأشياء المثيرة التي يود من خلالها أن يحقق ذاته، فابنة أختك أدمنت على تلك الأغاني وهي في هذا السن؛ لأنها رأت في تلك الأغاني الإثارة والمتعة والتسلية، وربما تحقيق شيء من ذاتها لا سيما إذا كانت تحفظ الكلمات والرقصات، فلا شك أنها تريد أن تثير اهتمام من حولها مما جعلها تدمن، وما لم تكوني قادرة على ملئ هذا الفراغ النفسي لديها، وتحقيق شخصيتها من خلال معرفة الاهتمامات الأخرى لديها فإنها لن تقتنع، وربما تزيد في إصرارها على الإدمان.
في البداية ليحاول أهلها تحديد أوقات محددة لمشاهدة التلفاز حتى لا تتمكن من المشاهدة في كل وقت، ثم ليحاول أهلها إشغالها أيضاً في الوقت المسموح به لمشاهدة التلفاز بأن تشغل هذه الفتاة بأشياء تحبها كالزيارات، وما إلى ذلك.
أخيراً: شجعيها مثلاً إذا كان صوتها جميلاً أن تحفظ القرآن الكريم، وأن تقرأه أمامك وعطريها بالثناء وعندما ذكرت لك القرآن لأني لا أجد ألذ، ولا أطعم، ولا أفضل لها، ولنا جميعاً من بديل آخر عن كتاب الله -تعالى-.
حاولي، واصبري، وابدئي معها شيئاً فشيئاً؛ وستجدين النتيجة إن في الدنيا وإن في الآخرة. وصلى الله على نبينا محمد.