للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أنا ... أسير الوساوس والقلق!]

المجيب أ. د. صالح إبراهيم الصنيع

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /القلق

التاريخ ٠٣/٠٥/١٤٢٧هـ

السؤال

أنا مقيم في الغرب منذ عدة سنوات، متزوج وليس لديّ أطفال، كنت منحرفًا بسبب البيئة التي أعيش فيها وفقني الله إلى التوبة، نسأل الله أن يتقبل من الجميع، أعاني من مرض أرقني كثيراً وهو (القلق) أو نسميه (الحُزن) علما بأنني أصلي وابتعد عن الحرام بقدر المستطاع وهذا الضيق قد سبب لي الآتي:

- حالة عصبية تلازمني في كل وقت، أغضب لأتفه الأسباب، وبالأخص مع زوجتي.

- النسيان المفرط حتى أنني أنسى أسماء أصدقائي.

- عدم تحمل أخطاء الآخرين.

- البعد عن الاختلاط بالناس -الخوف من الموت-.

آمل أن تجدوا حلاً لمشكلتي؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فسؤالك يدور ويتمحور حول حالة الوسواس التي تعاني منها واتضحت معالمها من خلال رسالتك. وعلاج الوسواس يختلف باختلاف درجته، فإذا كان في بدايته فيمكن علاجه بإذن الله تعالى، ويحتاج إلى مشاركة فاعلة من صاحب المشكلة، ولعلنا في السطور القادمة نرسم لك بعض المعالم المعينة -بإذن الله- على تجاوز مشكلتك، ونضعها في النقاط التالية:

- استعن بالله وتوكل عليه في كل ما تريد القيام به.

- أكثر من الطاعات وتجنب المعاصي.

- اعلم أن لك عدوا هو الشيطان وهو حريص على أذيتك وتخذيلك فلا تترك له فرصة في تحقيق ما يريد.

-علم نفسك الحزم وعدم الالتفات وتكرار ما سبقت أن قمت به، حتى لو خطر في نفسك أنك لم تقم به، فمثلاً إذا كنت أغلقت الباب ثم جاء هاجس أنك لم تغلقه، فقل في نفسك قد أغلقته ولا تعد للتأكد من إغلاقه بل انصرف لعمل آخر، وهكذا في كل عمل، حتى وإن وجدت في مرة من المرات أن ما تركته لم تكن بالفعل عملته، فهذا لا يضر ولا يحسب في جانب الفائدة المرجوة من عدم الالتفات للوسوسة.

- لا تشغل فكرك بالوسوسة بل انشغل عنها بالصالح من الأعمال أو القراءة.

- داوم على ذكر الله، وليكن لسانك رطباً من ذكر الله، ففيه طرد للشيطان، وحفظ من الله لك وطمأنينة للقلب.

- اقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك السلف الصالح من الأمة، وحاول ترسم خطاهم في حسن الخلق مع الأهل والناس أجمعين.

- درب نفسك على كتابة ما تريد القيام به في ورقة على شكل خطوات متتالية، وراجعها قبل أن تباشر ما تريد عمله، فهي طريقة معينة على التذكر وعدم نسيان ما تريد القيام به.

- أعط جسمك حقه من الراحة والنوم لفترة مناسبة، واحرص على أدعية النوم والاستيقاظ، وأذكار اليوم والليلة.

- إذا تحدثت مع الآخرين فلا تلتفت للأفكار التي تأتيك حول ماذا سيقولون عنك، ولكن ركز على حسن الكلام معهم، ولا تلتفت لأي تفسير يرد على ذهنك حول طريقة كلامهم أو أنهم يتحدثون عنك، بل امض في حديثك ولا تقبل في ذهنك أي خواطر تتعلق بسلوكهم، وافترض حسن النية فيهم وفيما يقولون.

<<  <  ج: ص:  >  >>