[الخلاف في الحجاب]
المجيب سليمان بن عبد الله الماجد
القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض
التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/ قضايا المرأة /لباس المرأة وحجابها وعورتها
التاريخ ٢٣/١٠/١٤٢٢
السؤال
السؤال: أرجو إفادتي في أمر النقاب. هل هو فرض أم فضل، ولم اختلف الأئمة في هذا الأمر، وقد قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم" ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد" صدق الله العظيم. وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده أما بعد:
أصح أقوال أهل العلم أن تغطية الوجه واجبة على جميع النساء، فهي فرض، وفضل، وليست فضلاً فقط.
وهناك من أهل العلم من يقول: إن هذا مستحب وليس واجباً، ولكل فريق دليله، والصحيح ما ذكرناه من وجوب تغطية الوجه.
وأما الاختلاف المذكور في الآية فليس كما ظنت الأخت السائلة أن المقصود به اختلاف الفهم بين الفقهاء في المسائل الاجتهادية كمسألة الحجاب، وهذا الاختلاف المذموم الوارد في الآية يحتمل عند المفسرين احتمالات منها:
١-أن هذا الاختلاف هو حال من يأخذ ببعض الكتاب ولا يأخذ ببعضه الآخر.
٢-أن المقصود بهذا الاختلاف هو اختلاف مشركي مكة في القرآن؛ فمنهم من يقول: هو سحر، ومنهم من يقول: هو شعر، ومنهم من يقول: هو كهانة، ومنهم من يقول: هو أساطير الأولين.
٣-أنه اختلاف اليهود والنصارى في ورود صفة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- في كتبهم؛ فمنهم من يقول: وردت، ومنهم من يقول: لم ترد؛ فهذا اختلافهم في الكتاب.
فليس المقصود بالاختلاف في الآية خلاف الفقهاء في المسائل الاجتهادية.
وأما سبب خلاف الفقهاء في هذه المسائل وأمثالها فله أسباب منها:
١-عدم اطلاع العالم على دليل العالم الآخر.
٢-عدم معرفته بصحة دليل الآخر.
٣-تفاوت درجات الفهم بين العلماء.
٤-غلبة التقليد ومتابعة المألوف عند البعض.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.