للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ابنتي الصغيرة عنادها وبكاؤها]

المجيب فهد بن أحمد الأحمد

مشرف في وحدة الخدمات الإرشادية بوزارة التربية والتعليم.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة الطفولة

التاريخ ٠٧/٠٨/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم.

ابنتي الوحيدة عمرها الآن قرابة السنتين -حفظها الله - يستغرب الكثير من الناس من إصرارها على تنفيذ ما تريد وترغب بصورة مزعجة، حتى إن والدتها في بعض الأحيان تعطيها ما تريد ولو كان الأولى حرمانها؛ وذلك خوفاً عليها من كثرة البكاء، وكما هو معلوم فإن هذه عادة غير محببة، وأخشى أن تنمو بنموها، آمل التكرم بإفادتي عن أفضل السبل للتخفيف من ذلك لديها، شاكراً لكم سلفاً حسن تعاونكم. والسلام عليكم.

الجواب

الأخ الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظ لك ابنتك، ويجعلها قرة عين لك ولوالدتها إنه جواد كريم.

إن ما ذكرته في استشارتك حول سلوك ابنتك من بكاء للحصول على ما تريد -وبالفعل تحصل على مبتغاها -أمرٌ يبدو طبيعياً لكل طفل يماثلها في عمرها.

أخي الكريم.. إن الطفل في بداية عمره لا يملك أي وسيلة اتصال مع الآخرين للتعبير عن مشاعره تجاه أي شيء أمامه سوى البكاء، حين يكون الرفض أو الرغبة في الحصول عليه، وهناك الضحك للتعبير عن الرضا بالشيء.

لذلك -أخي الفاضل- إن ما يحدث من ابنتك حين الرغبة في تنفيذ ما تريد من بكاء مزعج للأقربين ناتج من تعلُّم خاطئ عزَّز عندها هذا السلوك المرفوض من قبلك ومن والدتها، وقد يكون عزَّز بصورة مباشرة أو غير مباشرة بحكم أنها هي باكورتكما حفظها الله، وكما تعلم كيف يكون تعامل الأب والأم مع المولودة الأولى من عطف وحنان تجاهه، ويصل إلى تحقيق كل شيء للطفل بالاستجابة الفورية لأي حالة بكاء من الطفلة، مماّ جعلها تربط بين تحقيق الأشياء وبين البكاء، وتنامى هذا السلوك، وإن كان في بدايته، وبالاستطاعة -بحول الله وقوته - تدريب الطفلة على ما لها وما عليها، خاصةً وهي في عمر مناسب جداً لذلك.

وإليك الطرق التربوية المناسبة التي ستكون لك عوناً على تعديل سلوكها:

أولاًَ: الدعاء لها بأن يصلحها الله ويهديها ويجعلها قرة عين لك ولوالدتها، وتحرى ذلك في مواطن الإجابة كالسجود وصلاة الليل.

ثانياً: الطفلة لا زالت في مراحل سنوات عمرها الأولى، وفي بداية التعرُّف على القيم والعادات التي يجب أن تتعلمها من خلال الممارسة والمشاهدة للسلوكيات التي تحدث من حولها من الوالدين والأقرباء والأقران.

ثالثاً: يجب أن تتفق مع والدتها أن يكون تعاملكما واستجابتكما لسلوكياتها واحدة، بحيث تعطى الاهتمام والتشجيع للسلوكيات الإيجابية التي تحدث منها، وتكون إماّ لفظية أو الاحتضان والتقبيل؛ مماّ يعزِّز هذا السلوك ويجعلها تكرره.

وفي المقابل يجب أن يكون العقاب والحرمان من الإثابة له دور في إطفاء السلوك غير المرغوب فيه، واقصد بالعقاب العقاب غير البدني، كنظرة عدم الرضا وحركة الرفض باليد أو الإصبع، أو تقطيب الوجه أو الزجر والنهي بالكلام.

ولا شك أن تلك الأساليب لها دور كبير في تشكيل أو إطفاء أي سلوك نريد أن تتمثله الطفلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>