أنا شاب ومن الله علي بالهداية منذ فترة ليست بالقصيرة، بدأت من ذلك الوقت باستدراك ما فات من العمر وكان التطور ملحوظا حتى من الله علي بالمشاركة في حقل الدعوة إلى الله، ولكن المشكلة تكمن في ضعف المحرك الذاتي لدي حيث أثر ذلك على علاقتي مع الله وكذلك التقصير في بعض المهمات الدعوية..!!!
ما توجيهكم فضيلة الشيخ لعلاج هذه المشكلة؟!
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن العبد في جهاد مع نفسه وشيطانه وما حوله من الأشياء وبقدر يقظته لنفسه، وحزمه وحسن تأنيه للأمور يفلح ويترقى في مراقي الكمال، مصداق ذلك قوله سبحانه:(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) والنفس لها شده وفترة وإقبال وإدبار، فمن كانت حاله إلى العمل والجد أقرب وهي أغلب حاله فهو على خير، ويرجى له المزيد، ومن كان بعكس ذلك فلينظر أي شيء قعد به عن العمل وتعاهد النفس بالتزكية فقد تكون شهوة خفية، وقد تكون معصية مال إليها القلب، واستمرأ المرء فعلها خفية عن الناس..فإياكم ومحقرات الذنوب. ولا تنس نفسك عن عبادة السر، وإصلاح السريرة وحسن الظن والورع، فإنها ما جاورت قلب امرئ إلا وصل إلى مقصوده، ووفق إلى كل خير حتى وإن عجزت عنه حيلته.
واجتهد في العمل، فإنه يقطع الهواجس والوساوس ويعلي الهمة، وهو خير علاج لما تجد من خواطر. كيف لا وحاجات الأمة ومشاكلها لا تتناهى..فمن لم يحرك همته حال الأمة، وما يرى من مصائبها، وما عليه الناس من الجهل والغفلة والفسوق - إلا من رحم الله منهم - ويجعل من ذلك مهيجاً على الدعوة والإصلاح، والبعد عن الترف وإهدار الأوقات، والدوران حول ألذات فلن تفلح فيه موعظة عابرة أو كلمة موجزة. ولكنها الذكرى إذا وقعت من النفس موقعاً حسناً أثمرت خيراً كثيراً.
فالعمل العمل.. والإخلاص الإخلاص. أسأل الله لي ولك التوفيق.