للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ابني والفاحشة!]

المجيب د. خالد بن سعود الحليبي

وكيلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ انحرافات سلوكية/الشذوذ الجنسي

التاريخ ٢٩/٥/١٤٢٥هـ

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرجو منكم إخواني أن تعرضوا هذه المشكلة على المختصين من أهل العلم في التربية، حيث إنها قد شغلتني كثيراً، فأريد منكم حلاً تربوياً شاملاً لها يستأصل المشكلة، وإن كان طويلا ويستغرق وقتاً، فالمهم عندي أن تحل المشكلة:

مشكلتي هي أني ملتزم بديني -والحمد لله-، أبلغ من العمر٤٣ سنة، ولي أولاد ذكور وإناث، أحاول أن أربيهم تربية إسلامية شرعية، إلا أن أحد أبنائي يبلغ من العمر ١٣سنة فوجئت بأنه يُفعل به فاحشة (اللواط) ، ويمارسها مع غيره، فكدت أجن، فسجنته ستة أشهر، ثم ظننت أنه شفي من هذا المرض الخبيث، ولكن الآن اكتشفت أنه عاوده مرة أخرى.

إخواني: أخاف أن أستعمل معه الشدة فيخرج عن طوعي ويتفاقم مرضه. أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله خيراً.

الجواب

رعاك الله أخي السائل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد:

فإن سؤالك هذا آلمني كثيرا وأنا أقلب فيه النظر، فإني والله لا ألومك على حزنك الشديد على ولدك، وعلى عرضك، ولكني قبل الحل لا بد أن أقول لك: إن ما حدث لولدك ربما كان نتيجة إهمال له بوجه خفي، مثل: أن تكون مشغولاً عنه النهار كله وجزءاً من الليل، فلا تدري أين يذهب، ومن يصاحب، وربما تركته مع بعض أقربائه، أو أصدقاء الدراسة، وفيهم صديق سوء، يندس بينهم كالحية الرقطاء، يعلمهم الفتن، ويروضهم على تقبل المهانة، ليستذلهم متى أراد!! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أخي الكريم: إن اللواط من أشنع الفواحش، وخطورته تكمن في شوق من يتعود عليه إليه حتى إذا كبر كما ذكر بعض العلماء، وقد وردت إلي استشارة من رجل متوجه للصلاح كان يبكي وهو يخبرني بوسوسة الشيطان له أن يعود إلى ما كان يفعل من تمكين شياطين الإنس من شرفه وعرضه، وأنه يدافع ذلك مدافعة شديدة حتى كاد أن يقع في ذلك لولا رفض من طلب منه الفعل أن يفعل إجلالاً لقدره وكبر سنه!!

أخي: إن أسلوبك الذي قمت به مع ولدك من حرمانه من الخروج من المنزل ليس أسلوباً صحيحاً وغير مجد البتة، كما لاحظت؛ ذلك؛ لأنه كان ـ ولا يزال ـ يحتاج منك التالي:

١- مصاحبته في ذهابك وإيابك بالترغيب لا الترهيب.

٢- إعادة الثقة إلى نفسه، وإشعاره بأنك تقبله مهما عمل، دون أن ترضى عمله المشين.

٣- اكسب ولدك بالهدية، والكلمة الجميلة، والقبلة البريئة، والاحتضان الأبوي مهما كبر.

٤- كنه باسمك، إشارة لقربه من قلبك.

٥- لا تجعل خوفه منك، بل من الله -تعالى-، كان أحد السلف يقول لولده إذا رآه على معصية أو تقصير: إن الله يراك.

٦- حمله مسؤولية وساعده على القيام بها؛ لينشغل بها.

٧- قطع صلاته مع أهل الفساد مهما كثروا، ومهما أصر على الارتباط بهم.

٨- دعه يسمع أشرطة مؤثرة في تربية قلبه.

٩- أدخل في دائرة اهتمامه بعض الأمور الجادة؛ كالقراءة، والتجارة، والرجولة بشتى صنوف مردوداتها.

١٠- لا تنس أن تدعو له كثيرا، ولا تدع عليه، فدعاء الوالدين للولد وعلى الولد مستجاب.

١١- اصنع له أصدقاء صالحين، عن طريق تعريفه على ثلة منهم تحت إشراف دقيق منك، ولا تستعجل في هذه النقطة، بل اجعلها هدية له إذا استقام على الخير من خلال ما ذكرت سابقا.

أسأل الله أن يهديه، ويصلحه، ويغفر له، ويجعله لك قرة عين في الدنيا والآخرة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>