للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحة حديث "من ترك ثلاث جمع تهاوناً ... "

المجيب عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/تصحيح الأحاديث والآثار وتضعيفها

التاريخ ٢٤/٢/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم

ما هو نص الحديث الذي ذكر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من لا يحضر ثلاث صلوات جمعة متتالية فهو كافر؟ وهل الحديث صحيح؟ وما هو قول العلماء في الحكم المستنبط من هذا الحديث؟ وما هي الاستدلالات على هذا الحكم؟.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الحديث ليس كما ذكر في السؤال، وإنما لفظه " من ترك ثلاث جمع تهاوناً بها طبع الله على قلبه" أخرجه أبو داود في سننه، باب التشديد في ترك الجمعة حـ (١٠٥٢) - عن مسدد عن يحيى بن عمرو عن عبيدة بن سفيان عن أبي الجعد الضمري، قال أبو داود: (وكانت له صحبة) .

وأخرجه أيضاً أحمد في مسنده (٣/٤٢٤ - ٤٢٥) ، والترمذي في جامعه في الصلاة، باب ما جاء في ترك الجمعة من غير عذر حـ (٥٠٠) ، والنسائي في سننه ٣ /٨٨، باب التشديد في التخلف عن الجمعة، والدارمي (١/٣٦٩) ، والبيهقي (٣/١٧٢) ، والحاكم (١/٢٨٠) .. كلهم من طريق محمد بن عمرو به والحديث صححه ابن خزيمة حـ (١٨٥٧) ، وابن حبان حـ (٢٧٨٦) كما في صحيحيهما وقد جاء من حديث جابر رواه ابن ماجة في سننه حـ (١١٢٦) ، وأحمد في مسنده بلفظ:" من ترك الجمعة ثلاثاً من غير ضرورة طبع الله على قلبه ". وصححه الحاكم في مستدركه (١/٢٩٢) والبوصيري في مصباح الزجاجة.

وقد جاء أيضاً من حديث عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه باللفظ السابق، رواه أحمد في مسنده حـ (٢٢٥٥٨) لكن المحفوظ كما قال أبو حاتم في العلل (١/٢٠٣) أنه من رواية عبد الله بن أبي قتادة عن جابر.

والحكم المستنبط من الحديث، التشديد في ترك الجمعة كما بوب بذلك أبو داود والنسائي وغيرهما على هذا الحديث، وقال ابن حبان في صحيحه (٧/٢٦) على هذا الحديث:" باب صلاة الجمعة، ذكر طبع الله جل وعلا على قلب التارك إتيان الجمعة على سبيل التهاون بها عند المرة الثالثة ".

وقد روى الإمام مسلم في صحيحه حـ (٨٦٥) ، في الجمعة، باب التغليظ في ترك الجمعة، عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:" لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين".

<<  <  ج: ص:  >  >>