للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل أنا مصاب بالجن؟؟]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /السحر والمس

التاريخ ١٦-٧-١٤٢٣

السؤال

كنت أقرأ في كتاب عن السحر اشتريته من المكتبة ولا أعلم أن كان حقيقياً وكنت طفلا ولا أعلم ما أفعل وجربت طرقاً على سبيل اللعب و (لم يحدث شيء) وبعد فترة وفي أحد الأيام كانت الساعة حوالي العاشرة عندما غلبني الشيطان وشربت نوعا من أنواع المخدرات لأول مرة وبعدها شعرت بخوف شديد وكأنني أحتضر نتيجة للكمية الزائدة بعد ذلك ذهبت إلى البيت ودخلت دورة المياه وفعلت (العادة السرية) وبعد الخروج من دورة المياه بفترة بدأت رعشة شديدة وبرودة زاد ضغط الدم عندي وتسلسلت الحالة حتى الآن، وأصبحت أعاني من حالة نفسية غريبة ولم أستجيب للعلاج إلا قليلاً. وقد قال لي البعض إنه ربما يكون هذا بسبب أذى من الجن وأنا لا أعلم مدى صحة هذا الكلام وأريد أن أعرف. أسأل الله العلي القدير أن يغفر لي هذا الذنب وأن يوفقكم على مساعدة المسلمين.

الجواب

الأخ الكريم..

شكراً: لثقتك واتصالك بنا في موقع "الإسلام اليوم"

أولاً: يجب أن تشكر الله أن بصرك بأن ما كنت تفعله إنما هو خطيئة وذنب يوجب التوبة والاستغفار فلا تقصر في ذلك واستمر على الاستغفار فإنه خير معين قال عليه الصلاة والسلام " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود وابن ماجة.

ثانياً: الذي تعاني منه ليس بسبب أذى الجن كلا أبداًَ بل هو مما اقترفته وعملته من التعاطي لمثل هذه المخدرات. والذي يوحي لك بأنه من الجن هو عملية المحاولة للهروب من الشعور بالمسؤولية تجاه ما تعانيه وما تواجهه من آلام نفسية أن أخطأت فيجب أن تتحمل النتيجة وتواجهها وتحاول الصمود في الخلاص منها ومن آثارها، إذ هذه هي طريقة الأقوياء والعظماء والرجال الأشداء أما الضعفاء والمتهالكون فإنهم لا يفتأون ولا يقصرون في محاولة الاختباء عن المواجهة وتعليق الفشل أو المرض بأمور خارجية ليرتاحوا بذلك من تأنيب الضمير والإحراج من الناس المحيطين.

أنت لديك مشكلة ويجب أن تواجهها بكل قوة وأن تقنع نفسك انك قادر على المواجهة ولست أضعف من غيرك وتعترف لنفسك بذلك.

وأول هذه المواجهة هو الاتصال بطبيب نفسي تكون أنت متقنعاً به وتطمئن إليه كثيراً وتعرض عليه مشكلتك وتستمر معه في الجلسات العلاجية وتحاول أن تسبر وتسجل التطورات التي تطرأ عليك أولاً بأول كي تتمكن بعد فترة من الزمن من المقارنة بين حالتك في الماضي مع ما أنت فيه في الحاضر وخلال ذلك كله لا تدع الدعاء والالتجاء إلى الله بالذكر والاستغفار والقيام بالواجبات والإيقان بقرب الفرج من عند الله.

أعانك الله وشفاك.,,,

<<  <  ج: ص:  >  >>