الإنسان حياته مقتصرة على ما كتبه الله له أقصد (المكتوب كما يقال) ؛ هذه الكلمة متداولة كثيراً في حياتنا اليومية؛ أحس أن هذه الكلمة تجعلني مقيداً، يعني لماذا أتعب روحي وأدرس وأصلي وأفعل أشياء أخرى ما دام الله كتب علي أشياء كأن أموت في حالة مرض أو أموت بسيارة؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأوجه أخي السائل -حفظه الله- إلى أن من أكبر دواعي العلم والنشاط في حياة المسلم عقيدة الإيمان بالقدر، والتي هي ركن من أركان الإيمان الستة، وأن الإيمان بها إضافة إلى أركان الإيمان الأخرى من أقوى الحوافز للمؤمن، لكي يعمل ويقدم على الأمور العظيمة بيقين وعزم وثبات واحتساب.
أما دعوى التقيد بسبب هذه الكلمة وهي الإيمان بالمكتوب فهي دعوى باطلة؛ لأن القرآن والسنة مملوءان بالأوامر والتوجيهات للمؤمن بأن يعمل الصالحات، ويسعى للرزق وعمارة الأرض، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل المتوكلين، وسيد الناس أجمعين؛ يلبس لأمة الحرب ويمشي في الأسواق للاكتساب، ويعمل الأسباب، ثم طبق الصحابة - رضي الله عنهم - توجيهات القرآن والسنة فعملوا وبذلوا واجتهدوا في طلب مرضاة الله، وجاهدوا وصبروا وفتحوا البلاد، ونشروا الدين بين العباد.
لهذا أقول لأخي السائل -ومن على شاكلته- ابذل السبب، واجتهد وكن متوكلاً على الله معتمداً عليه، فالأسباب لا تعطي النتائج إلا بإذن الله، ويحرم على المسلم ترك الأخذ بالأسباب، ولما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم عن الرقى والأدوية هل ترد من قدر الله شيئاً قال:"هي من قدر الله"رواه الترمذي (٢٠٦٥) ، وابن ماجة (٣٤٣٧) ، من حديث يعمر - رضي الله عنه- والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.