للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الأذان والإقامة]

المجيب أ. د. محمد بن أحمد الصالح

أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

كتاب الصلاة/الأذان والإقامة

التاريخ ٢٤/٠٣/١٤٢٧هـ

السؤال

ما هي مكانة الإقامة في الصلاة، وما الحكمة منها؟ وهل إذا تركتها متعمداً أكون آثما؟

وأيهما أولى الأذان أو الإقامة؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فالأذان والإقامة من فروض الكفاية في حق الرجال، وليست كذلك في حق النساء، فالأذان إعلام بدخول وقت الصلاة، ويكون بصوت مرتفع، وعلى مكان عالٍ من المسجد إلا إذا وجد مكبر الصوت.

والإقامة إيذان بإقامة الصلاة وكل من الأذان والإقامة يُشعر بعظمة الله -تبارك وتعالى- وأنه أكبر من كل كبير، وأنه المستحق لهذه العبادة، وفي النطق بالشهادتين مع التكرار دعوة لترسيخ العبادة في النفوس واستقرارها في القلوب، و (حيَّ على الصلاة) و (حيَّ على الفلاح) كذلك دعوة إلى أداء هذه الشعيرة التي هي أعظم ركن في الإسلام بعد الشهادتين، و (حيَّ على الفلاح) دعوة أيضاً لما يحقق الفوز والظفر، والحصول على المطلوب من خيري الدنيا والآخرة.

وفي ختام الأذان والإقامة تكرار التكبير وكلمة التوحيد؛ حتى يشعر الإنسان بضرورة الصدق في الإيمان والإخلاص في العمل، والتوجه إلى الله بالعقل والقلب للتأمل والتفكر والتدبر لما يقرأ في الصلاة من القرآن، كما في هذا دعوة للمصلي أن يفرغ قلبه وجميع مشاعره للتوجه إلى الله -تبارك وتعالى- والإعراض عن كل ما سواه، فيؤدي المسلم صلاته بخشوع وخضوع وحضور قلب، وتفكر وتدبر وتصور لعظمة الله تبارك وتعالى.

وأداء الصلاة على هذه الكيفية وبهذه المعاني يجعلها صلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.

وإذا تعمد المسلمون ترك الأذان أو الإقامة أثموا؛ لأنهما من فروض الكفاية. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>