[الخيالات الجنسية!]
المجيب نهى نبيل عاصم
داعية ومستشارة تربوية بالإسكندرية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/اخرى
التاريخ ٢٥/٠٢/١٤٢٦هـ
السؤال
هل الفتاة إذا تخيلت أنها جامعت رجلاً في خيالها تكون مذنبة، وهل يجب عليها الاغتسال؟.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ورود الخواطر الجنسية والتخيلات الضاغطة على الشباب والفتيات خصوصاً في سن المراهقة وفوران الشهوة؛ فهذا شيء طبيعي، وهو من دواعي هذه المرحلة السنية، فليست المشكلة في وجود الشهوة والإحساس بضغطها، ولكن المسألة في شكل التعامل معها وضبطها.. هذا أولاً.
الأمر الثاني: أن ورود هذه الخواطر والتخيلات ليست مما يحاسب الله -عز وجل- العباد عليها، وليست مما يأثم الإنسان به إذا أتته من غير استدعاء أو استجلاب أو استثارة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ بِهِ". أخرجه البخاري (٥٢٦٩) ومسلم (١٢٧) . فما دامت مجرد خواطر عابرة فهي ليست مما يأثم به الإنسان.
الأمر الثالث: ليست المشكلة ـ كما قلنا ـ في هذه الخواطر، ولكن المشكلة في الاستمرار معها واستدعائها، وكثرة التفكير فيها، بحيث تتحول من خواطر عابرة إلى إدمان، وربما صاحب ذلك التفكر ثورة الغريزة الجنسية، أو الوقوع في العادة السرية، أو الوقوع فيما هو أكثر من ذلك، وللشيطان الرجيم حيله في أخذ الإنسان إلى الفحشاء والمنكر خطوة وراء خطوة، حتى ينقله من عالم التخيلات والأحاسيس إلى ميدان الواقع والاقتراف، فأنصح الفتيات والفتيان -وقاية من هذه الهواجس وتوابعها- اتباع الخطوات التالية:
أولا: التصرفات والأفعال
ا - التماس عون الله -عز وجل- لك وذلك بالآتي:
* بالطهارة الدائمة من الجنابة وإتقان الوضوء.
* بأداء الصلوات الخمس، وفي المساجد (لأصحاب الجماعات) ولا سيما الفجر والعصر.
* بأداء النوافل قدر المستطاع.
* بالدعاء والخضوع الدائم لله عز وجل.
* بالاستغفار الدائم في حالة وقوع المعصية وعدم اليأس من رحمته سبحانه وتعالى.
* بالإكثار من صلاة وصوم التطوع، فهما خير معين على مقاومة الشهوات.
٢- توفير سبل مرافقة الملائكة، وذلك بالآتي:
* بإبعاد الصور والمجسمات من الغرفة والسيارة وأماكن التواجد.
* بعدم الانغماس في اللهو من غناء وأفلام وتدخين ومسكرات.
* بعدم التعرّي أو شبه التعرّي عند الانفراد في الغرفة ولا سيما للإناث.
* بطرد الشياطين من أماكن وجودهم بالأذكار الشرعية.
* بالتواجد في بيئة الملائكة كمجالس الذكر والصلاة وبقراءة القرآن وذكر الله.
٣- تنظيف وتطهير خلايا المخ من العفن المتراكم فيها وذلك بالآتي:
* بعدم السماح للعقل بالاسترسال في أي خيال جنسي، أو أي أمر محرك للشهوة.
* باجتناب سماع الأغاني وترديدها والرقص عليها.
* بالبعد عن مشاهدة الأفلام والصور الجنسية وكل محرك للشهوة.
* بالبدء في ملء حيز من الذاكرة لحفظ القرآن وغيره من المحفوظات النافعة، ففي ذلك أجر وتطهير للذاكرة، واستبدال للعفن المتراكم في الذاكرة بما هو نافع ومفيد.