[أعاني من ضعف الثقة بالنفس]
المجيب د. صالح بن علي الغامدي
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية / الثقة/بالنفس
التاريخ ١٢/٣/١٤٢٥هـ
السؤال
أعاني من عدم الثقة بالنفس، وأخجل من الناس، وفي حالة اجتماعي مع الناس أرتبك وأخاف أن يقول الناس لي شيء، ودائم القلق، وسريع التأثر بأي كلمة قيلت لي، ولا أقدر على المواجهة، وعمري ٢٤سنة، فأرجو الحل للمشكلة؛ لأني أعاني منها منذ ١٠سنوات.
الجواب
الشعور بعدم الثقة وهذا الخوف أو القلق الذي تعاني منه يحدث نتيجة الخوف من تقييم الآخرين السلبي، وعدم تقدير الذات، والحرص الشديد على رضا الآخرين وقبولهم، والخوف من الرفض. وهذا الخوف عند الناس يتراوح من البسيط إلى الشديد.
الشخص الذي لديه هذه المشكلة يكون مرتاح عندما يكون بمفرده أو مع أناس يعرفهم جيدا أو يثق بهم، ولكن يشعر بالتوتر عندما يكون مع أناس لا يعرفهم، أو عند مقابلة مسؤولين ذوي سلطة، أو عندما يكون في محط انتباه الآخرين، وهذه من المشكلات الشائعة، وملايين الناس في العالم يعانون من هذه المشكلة بدرجة أو بأخرى.
وعدم مواجهة المشكلة والتعامل معها تجعل الشخص يعيش وحيدا وقد تسبب له الشعور بالعزلة والاكتئاب، وتؤثر على علاقاته بالآخرين وعلى حياته بشكل عام. فلا تجعل هذه المشكلة تتفاقم وتؤثر على حياتك.
أنا واثق من أنك قادر على التغلب والسيطرة عليها. كم من أناس كانوا يعانون من هذه المشكلة فتغلبوا عليها وأصبحوا يقفون أمام الناس في الخطب والمحاضرات وفي المدارس والجامعات.
اقرأ عن أولئك الناس واقرأ عن نماذج الجراءة والمبادأة، واجعل منهم نموذج تقتدي به، انظر إلى ما لديك من جوانب القوة والجوانب الإيجابية، وانطلق منها واستحضرها في ذهنك عند مخالطة الناس، لا تقارن نفسك بالآخرين، وتجنب لوم النفس وتحقيرها.
وكن مرنا ومتسامحا مع الآخرين. تعرف على الأفكار السلبية وغير المنطقية وما تقوله لنفسك في تلك المواقف واستبدلها بأفكار إيجابية وواقعية.
واجه تلك المواقف بدلا من تجنبها، فالتجنب يجعل المشكلة أكثر صعوبة، وواجهها تدريجيا بدءا بأقلها إثارة للخوف، وردد دائما دعاء "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي" [طه:٢٥،٢٨] واستعد بأن يكون لديك شيء تقوله في تلك المواقف ولو كان بسيطا، ويمكن أن تبدأ بتعليق بسيط على ما يتحدث فيه من حولك، وكن مطلعا على الأحداث المستجدة التي يتحدث فيها الناس، وأعمل على تنمية مهاراتك الاجتماعية. وفقك الله وأعانك.