سافرت إلى دولة شرقية هذا الصيف، وأقمت بها أسبوعين، وخلال مدة إقامتي كنت أجمع وأقصر الصلاة، علماً بأني سافرت خلال الأسبوعين إلى أكثر من منطقة، وعند عودتي إلى بلدي شككت في الأمر، فسألت أحد الإخوة فأمرني بإعادة الصلاة. سؤالي: هل فعلي هذا جائز؟ وهل أعيد الصلاة مع مشقة ذلك؟ علماً أنه يصعب صلاة كل فرض في وقته؛ لعدم توفر المكان المناسب.
الجواب
الحمد لله، وبعد:
الإنسان إذا كان يريد أن يبقى في مكان أكثر من أربعة أيام؛ بمعنى أنه يبقى في بلد معين -كمدينة أو قرية- مدة تزيد عن الأربعة أيام فإن حكمه حكم المقيم، لا يترخص بشيء من رخص السفر لا القصر ولا الجمع ولا المسح أكثر من يوم وليلة، وأما إذا كان يتنقل يوم في البلد الفلاني ويوم آخر ينتقل إلى القرية الفلانية، وبعد ثلاثة أيام ينتقل إلى مكان ثالث، ولو كان اسم الدولة واحد لكنه يتنقل في قراها فإن هذا يعتبر مسافراً، وله الترخص برخص السفر كلها، فيقال لهذا السائل إن كنت قررت الإقامة في مدينة واحدة أكثر من أربعة أيام فإنك قد أخطأت، وعليك أن تعيد الصلوات، وأما إذا كنت لا تدري متى ترتحل من هذه البلدة إلى البلدة الثانية أو من هذه القرية إلى القرية الثانية لا تدري هل تجلس فيها يوماً أو أسبوعاً، وجلست فيها مدة طويلة حتى لو كانت أشهراً وأنت في كل يوم لا تدري هل تبقى أو تغادر فهذا حكمه حكم المسافر، وله القصر والجمع والفطر في رمضان، والمسح ثلاثة أيام. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.