[أعاني من التفكير بالمستقبل..!!]
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /اخرى
التاريخ ٢٥/٩/١٤٢٢
السؤال
أعاني كثيرا من التفكير في المستقبل فهل هذا مرض نفسي أم لا؟ آمل الإفادة مع الشكر
الجواب
أخي الكريم أشكر لك ثقتك واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.. أما استشارتك فتعليقي عليها من وجوه:
أولاً: لقد أوجزت كثيراً في سؤالك، فلم تذكر لنا منذ متى وأنت تفكر في المستقبل.. وما هي أعراض هذا التفكير.. وآثاره.. ومدى حِدته..؟! وهل له أثر على مناشطك الأخرى في الحياة؟ وهل أعاقك عن القيام بدورك المأمول..؟! كل هذه أمور هامة نستطيع من خلال معرفتها وتصورها.. إدراك مدى خطورة هذا الأمر عليك، وهل دخل ضمن الأمراض أم لا..؟!!
ثانياً: لتعلم يا أخي أن هناك فرقا كبيرا بين أن تفكر بمستقبلك، وأن تقلق على مستقبلك..!! فالأول إيجابي لأنه يحفزك للتخطيط والاستعداد، ووضع التصورات لما تريده وتطمح إليه. ومن ثم تسعى - بعد الاتكال على الله - لتحقيقه.
أما الثاني.. فهو أمر سلبي، لأنه يعني الدخول في متاهات القلق السلبي المدمر نحو أمور لم تزل في علم الغيب ولا يزيدك القلق عليها إلا وهناً في دنياك ونقصاً في دينك؛ فهي معارضة لمبدأ التوكل على الله حق التوكل وحسن الظن به.
ثالثاً: "لو اتكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً " فهل أمعنا النظر في هذا الحديث وجعلناه منهاجاً لنا؟ ولا يعني ذلك _ بأي حال _ التواكل والسلبية المطلقة.. بل تطبيق المبدأ النبوي "اعقل.. واتوكل" أي افعل ما يلزمك فعله من الأسباب ثم اتكل بعد ذلك على مقدّر الأمور ومصرفها سبحانه وتعالى.
رابعاً: ما فات مات، والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها هذه هي الحقيقة، فلا تفكر كثيراً بما فات، ولا تعبر الجسر قبل وصوله، وتأكد أننا مطالبون بفعل الأسباب ولسنا مسؤولين عن النتائج.. وبالمناسبة هناك الكثير من الأفكار والأقوال التي تعبر عن هذا الأمر تجدها في " زاوية لافتات ضوئية " في نافذة الاستشارات.. آمل الاطلاع عليها والاستفادة منها.
وفقك الله وسدد على طريق الخير والحق خطاك.