قالت لي إحدى صديقاتي -بعد أن هداها الله- وهي حديثة عهد بتوبة: إنها تخشى على نفسها من العودة إلى الوقوع في المعصية من مشاهدة للأفلام وسماع الأغاني في الإجازة، فقد دخلت الإجازة، وهي لم تثبت بعد على طاعتها، فتخشى أن يزين لها الشيطان هذه المعاصي. فدلني يا شيخ على طريقة حتى تثبت على إيمانها, علماً أن أهل بيتها ليسوا متدينين.
الجواب
ابنتي العزيزة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنه لعمل يثلج الصدر، ويبشر بخير كثير، فأنت ابنة الخمسة عشر ربيعاً قد يسَّر الله لك ووفقك أن تكوني داعية للخير، وسبباً في هداية إحدى صديقاتك. وإن أمامك من أبواب الأجر الكثير بعد أن هدى الله تلك الصديقة، وحيث ذكرت أنها حديثة عهد بتوبة، والمحيط الأسري حولها غير معين على الثبات، إضافة إلى فراغ الإجازة الصيفية، فلا تحرمي نفسك من عظيم الأجر، واستمري في التواصل معها بحيث تستغل أوقات الإجازة في برنامج نافع يحقق لكما الترويح المباح، واحرصي على تقوية روابط المودة معها؛ حتى تتأكد ثقتها بك ومحبتها لك، ويجعل الله لقولك وفعلك معها القبول، وحتى تصرف تلك الصديقة عن الملهيات المحرمة، اجعلا لكما برنامجاً للإجازة يتضمن العديد من الأنشطة والخدمات النافعة، فهناك حفظ القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وممارسة بعض الهوايات في دائرة الحلال، الانضمام إلى صحبة من الفتيات الصالحات للقيام بمشروع دعوي ينتفع منه الأهل والأقارب والجيران بل والحي، صلة الأرحام، تعلم ما يجب تعلمه من أمور الدين من مصادرها الصحيحة، إلى غير ذلك من أنشطة وبرامج متنوعة تحقق الفائدة والمتعة المباحة، ولا تنسي أن توجهي صديقتك إلى ضرورة كسب رضى الوالدين بتقديم الخدمات لهما، ومعرفة ما يسرهما وتجنب مصادمتهما؛ حتى لا يعارضا ما هي عليه من أمور الهداية والاستقامة، بل يجدا منها بعد الهداية من البر والإحسان إليهما ما هو أعظم مما كانت عليه، وعمادُ ما سبق أن توجهي حاجتك إلى قاضي الحاجات ومجيب الدعوات، وتسأليه أن يثبتك ويعينك ويجعل لك من لدنه سلطاناً نصيرا، ثم اطلبي المشورة والرأي من أهل الدين والصلاح فهم أكبر منك سناً وأسبق تجربة وعلماً، وثقي أنك قد وفقت إلى طريق السعادة حقاً "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين"، "فوالله لئن يُهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم".
أسأل الله العظيم ربِّ العرش العظيم أن يبارك في علمك وعملك.