للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نتبادل مشاعر الحب عبر وسيط، فهل أخطأنا؟]

المجيب د. أميرة علي الصاعدي

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة

التاريخ ٢٤/٠٨/١٤٢٦هـ

السؤال

أنا طالبة جامعية أحب طالباً جامعياً وسوف يتخرج معي -إن شاء الله- ونحن لا نتحدث أبداً، ولكن أخته صديقتي، وتؤكد لي حب أخيها لي، وأنا أؤكد لها حبي له, فنحن الثلاثة متدينون، ولا نريد أن نغضب الله, فهل هذا الفعل صحيح؟ علماً أننا نريد الارتباط بعد التخرج -إن شاء الله-.

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينعم عليك بنسائم الإيمان، وأن يلهمك الرشد والسداد.

أختي: وصلني سؤالك، وقد لمست فيه صدق حديثك، واستشعارك لمراقبة الله لك، وخوفك من غضبه وعقابه، وهو أمر تحمدين عليه، أسأل الله لك الثبات وعدم الزلل، فاحذري من نزعات الشيطان فهو يتسلل خفية، ويزين لك الأمر ويهونه عليك، ثم ما يلبث أن يوقعك في شراكه من حيث لا تشعرين، والشيطان يحرص على أمثالك من النشء الصالح -أحسبك كذلك ولا أزكي على الله أحداً- وهو قد ألقى في نفسك محبة هذا الشاب، وأوهمك بهذا الحب، وهو مدخل خطير جداً.

ولعلك -يا أخية- تدركين أن هناك فرقاً بين الإعجاب والحب، فالإعجاب أمر طارئ ظاهري، فقد يعجب الشخص بجمال شخص آخر، أو يأسره جميل كلامه ومظهره، بينما الحب أعظم من ذلك، فهو لا يأتي إلا بعد العشرة والمواقف الطيبة، وقد جعله الله -عز وجل- بين الزوجين لتدوم الحياة، وتحصل الألفة، فهو لا يكون قبل الزواج أبداً. وهذا الشاب إن كان مستقيماً في الدين، وذا خلق حسن، فالأولى به أن يبادر إلى خطبتك من أهلك، بدون أن يبث إليك مشاعره عن طريق أخته، فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، فعليه أن يغض بصره ويحفظ جوارحه، وأنت كذلك؛ حتى لا تقعا فيما لا تحمد عقباه، ولا مانع من الخطبة الآن، ثم يكون الارتباط بعد التخرج؛ حتى تستقر النفوس ويطمئن القلب ولا تجعلا للشيطان عليكما سبيلاً.

وأنا لا أرى لك أن تعلقي حياتك بهذا الخيط الذي قد يكون وهماً أو سراباً، فربما يتقدم إليك في هذه الفترة من هو كفء صالح فترفضينه، بحجة أنك تنتظرين هذا الشخص، والقلوب بيد الرحمن يقلبها كيف شاء، فلعله بعد التخرج يتغير فكره، أو يحصل له ظرف يمنعه من الزواج بك، فالأمر في علم الغيب، ولا تعلمين أين الخير.

ونصيحتي لك: ألا تشغلي ذهنك الآن بهذا الموضوع، وأن تطلبي من صديقتك أن لا تتكلم في هذا الموضوع إلا بعد التخرج أو يتقدم الآن لخطبتك، كما أنصحك بالدعاء، ادعي الله أن يختار لك الخير في أمرك، ولا تطلبي هذا الأمر بعينه، فإنك لا تدرين أين الخير.

وأقبلي على طاعة ربك، واحذري الاختلاط مع الشباب في الدراسة، فإن هذه الخلطة تفسد القلب، وتعين الشيطان، وإياك والنظرة فإنها سهم مسموم من سهام إبليس، ولا تسترسلي في التفكير في هذا الشخص، فهي خطرة ثم فكرة ثم نظرة ثم كلمة، ثم لا تدرين ما يحصل بعد ذلك.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه، ويريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>