ما رأيكم في القول الذي يقوله كثير من المشايخ في الدعاء (يا رب القرآن) ؟ علماً أن رب يقصد به الخالق والقرآن منزل.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فإنه لا يجوز أن يقال:(يا رب القرآن) ؛ لأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، والمربوب هو المخلوق، والقرآن كلام الله منزل غير مخلوق، أجمع على ذلك أهل السنة والجماعة، بناء على ما ظهر لهم من الأدلة المستفيضة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
إلا أن بعض الناس قد يقول:(ورب المصحف) ، ويعنون بالمصحف ما كتب فيه القرآن؛ وهو الورق والمداد والجلد، وهو بهذا المعنى مربوب لا شك في ذلك، لكنه لا ينبغي أيضاً أن يقال (رب المصحف) ، حتى لا يكون ذريعة للظن بأن المراد بالمصحف ما هو مكتوب فيه؛ وهو القرآن، فيؤدي ذلك إلى القول بخلق القرآن.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.