للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أنكر عليهم وينفرون مني]

المجيب د. عبد الرحمن بن علوش المدخلي

عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/اخرى

التاريخ ٢٦/٠٦/١٤٢٦هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب ملتزم، ومحافظ على الصلاة وتارك لسماع الأغاني، ولكن طبيعة عملي تستدعي أن أبقى لساعات طويلة في السيارة أنا ومجموعة من الموظفين، وأنا بصفتي ملتزم فأمنعهم من تشغيل الأغاني، وقد بينت لهم حرمتها أكثر من مرة، وقد أدى ذلك إلى كرههم لي، وأصبحوا يتهربون من العمل معي بسبب أنهم يريدون سماع الأغاني، فهل يجوز لي أن أسمح لهم بسماع الأغاني مع إنكاري لهذا الشيء؛ وذلك لكي لا يكرهني الجميع؟ أفتوني مأجورين.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فإن المرء المسلم الذي رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم- نبياً ورسولاً، يحرص على رضا ربه - عز وجل- وإن سخط عليه كل من على ظهرها؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: "من التمس رضا الله بسخط الناس، رضي الله عنه، وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس". أخرجه الترمذي (٢٤١٤) ، وابن حبان (٢٧٦) . والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يغضب لنفسه، ولكن إذا انتهكت حرمات الله غضب لله لا لنفسه، فالمسلم يغضب لله -تعالى- عندما تنتهك حرماته، وإن سخط عليه الناس، فسر على ما أنت عليه ولا يضرك كرههم، وإياك والمداهنة في دين الله وهي بذل الدين للدنيا، فلا تبذل شيئاً من دينك من أجل أن يرضوا عنك، واعلم أن العاقبة - بإذن الله تعالى- ستكون لك، وسيعلم رفقاؤك أنهم مخطئون، واعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك، فليكن همتك إرضاء ربك وخالقك وإن كرهك بعض الناس، فالأغاني من المحرمات التي لا يجوز المداهنة فيها. والله يحفظك ويرعاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>