شيخنا لقد رأيت تحقيقات حديثية شيقة، للشيخ شعيب الأرناؤوط، وقرأت بعدها ردوداً للعلماء عليه، ومنهم إمام السنة الشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله -، فأرجو أن تخبروني برأيكم فيه، وهل تنصحوني بالاعتماد على تحقيقاته وتخريجاته؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
لا شك أن للشيخ شعيب الأرناؤوط جهوداً مشكورة في خدمة كتب السنة، وهي جهود كثيرة ومهمة، لا يمكن أن يستغني عن كثير منها المشتغلون بعلوم السنة؛ فقد حقق وأشرف على تحقيق بعض أصول السنة والتراجم المهمة، وجزاه الله خيراً على ذلك.
ولكن الشيخ - وفقه الله تعالى - كغيره يصيب ويخطئ، ومن خطئه أنه في بعض المواطن قد استفاد من تخريجات الشيخ الألباني، واقتبس بعضها، دون أن يشير، وهذا ثبت عندي في مواطن قليلة جداً، لكني وقفت عليها من غير قصد التتبع.
وهذه - وإن كانت زلةَّ - لكنّها لا تُلغي الجهد كُله، ولا تعني أنها الغالب على عمل الشيخ، ولا تقتضي عدم الاستفادة منه، بل هذه الزلة أجنبية عن قضية الاستفادة إلى حدٍّ بعيد، كما لا يخفى على من تأمّل غاية ما وقع من جرّائها.
وأمّا الاعتماد على أحكامه على الأحاديث، فإن كان المقصود بالاعتماد التقليد، فعلى العامِّي الذي لا يفهم الدليل أن يقلد الأتقى والأعلم من أهل العلم، وإن كان المقصود بالاعتماد قبول ما دلَّ الدليل والبحث العلمي على قبوله، وردّ ما دلّ الدليل على عدم قبوله، فلا شك أن هذا موقف سليم تجاه أقوال أهل العلم إجمالاً. والله أعلم، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.