[النقد..وموقفنا من الآخرين!!]
المجيب د. سلمان بن فهد العودة
المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/مشكلات دعوية
التاريخ ٢٦-٧-١٤٢٤
السؤال
والله الذي لا إله إلا هو ليس قصدي ضرب أحد بجوابكم ولا تشميت الناس بالحق الذي لا تترددون في توضيحه، لكنهم إخوة لنا هم أمل لنا ولكنهم يلخّصون كل دعوتهم في التصدي للمخالفين وشتمهم وسبهم ويعيبون على من لا يوافقهم في شن الحرب على المخالفين.
لماذا يغلب على مجالسنا سب المخالفين وشتمهم، فنقول: الشيخ فلان منافق وفلان كافر بن كافر وفلان لعنه الله ولعن أباه؟؟؟.
أرجوكم كلامكم هو المقبول وجهوا صوتاً يوجهنا ويرشدنا..
فوالله أوقاتنا تضيع وقلوبنا تعفنت من شتم الناس، ونشتاق لإعلان الحق بكل هدوء ونزاهة. جزاكم الله خيراً.
الجواب
الأخ الكريم ...
شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم"
هناك نقاط مهمة , عند الكلام على الأشخاص , ونقدهم؛ إيجاباً أو سلباً:
ـ عملية النقد والتقويم عملية خطيرة جداً. إذ من بيده حق تقويم , أو نقد الآخرين , ومن الذي أعطى فلاناً حق نقد الآخرين , ولم يعط غيره هذا الحق؛ ليتسلط عليه وينقده؟ !
ـ نقد العلماء والطعن فيهم أصبح عند البعض وسيلة وغاية في نفس الوقت , وهذا منحنى خطير لم نعرفه , ولم نقرأ عنه عند سلفنا الصالح.
ـ أصبح النقد والتقويم عند قوم من قبيل نشر السلبيات , وتنقص الآخرين , حتى لو كانت مسألة اجتهادية يكون المخطئ فيها له أجر؛ فأصبح الغرض هو الإسقاط , والتشهير , وتصفية الحسابات مما يقود إلى معارك كلامية طاحنة , لا تخفى على أحد.
والكلام على الأشخاص نقداً وتقويماً؛ كثيراً ما يخلط فيه البعض بين الذات والفكر , فأحياناً يحاكم كل منهما بخطأ الآخر.
ـ إن من أبرز الإشكاليات الآن: المغالاة في النقد والتقويم , لدى فئة الشبيبة. وهذا يدل على أن ثمة خطأ تربوياً في النشأة.
ـ أيضاً: تربية الشباب على روح النقد , والتقويم؛ يبنى فيهم الاعتداد بالذات , الذي يولد الكبر والنظر للآخرين نظرة دونية , وهذا لا يخفى أثره على المجتمع الإسلامي.
ـ وأرى تربية الشباب على تقدير الآخرين , واحترامهم , والاستفادة من جوانب الخير عندهم.
ـ ولقد ذكر ابن كثير - رحمه الله - أن لمز العاملين لله، هي من صفات المنافقين؛ فقال: وهذه أيضاً من صفات المنافقين , لا يسلم أحد من عيبهم , ولمزهم في جميع الأحوال , حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم، إن جاء منهم أحد بمال جزيل , قالوا: هذا مراءٍ , وإن جاء بشيء قليل , قالوا: إن الله لغني عن صدقة هذا.
ـ ومن الإشكاليات أن الثقل الفكري للنقد والتقويم أصبح على حساب العمل , والإنتاجية الإسلامية؛ فأصبح البعض الآن بدل أن ينتج؛ نسمع منه: هذا كلام وعظي , خال من الفكر , وهذا فكر مجرد يقسي القلب , وهذا لم يقدم فكرة في كتابه , وهذا فتح الباب على مصراعيه , وهذا منغلق لا يدري ما وراء ثوبه , وهذا, وهذا.....!!
ـ أخطر من هذا أن يتعدى الأمر إلى الجماعات العاملة في الساحة , فلا تَجِدُ هَمَّ بعضها إلا الحطّ من الجماعة الأخرى.