للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنْ هو ذو القرنين؟

المجيب د. فوزي محمد ساعاتي

أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ١٢/٠٣/١٤٢٧هـ

السؤال

هل الإسكندر المقدوني هو نفسه ذو القرنين المذكور في القرآن؟ فالإسكندر المقدوني ملقب بذي القرنين, كما أنه مَلَك الأرض من شرقها لغربها. كما أن كتب التاريخ تذكر المقدوني وفتوحاته, ولا تشير إلى ذي قرنين آخر. أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقد اختلف في ذي القرنين من هو: فقيل هو الملك الفارسي: قورش، وكان رجلاً صالحاً، أو نبياً من أنبياء الله، كما كان قائداً عسكرياً مظفراً.

وقيل هو الملك المقدوني المعروف باسم الإسكندر الأكبر.

وقيل هو من حمير في اليمن، مستدلين على ذلك بأن ملوك حمير يلقبون أنفسهم بذي نواس، وذي يزن؛ وذهب البعض إلى أن هذه الشخصية كانت زمن إبراهيم -عليه السلام-.

وقيل هو صاحب موسى والخضر -عليهما السلام- وكان مؤمناً، وبينه وبين الإسكندر الأخير دهرا طويلاً.

ولكن العديد من المفسرين والمؤرخين لم يتفقوا مع الرأي الذي يعتبر ذا القرنين المذكور في القرآن هو الإسكندر المقدوني؛ وذلك لأن الإسكندر المقدوني كان وثنياً، بينما كان ذو القرنين الذي تحدث عنه القرآن مؤمناً بالله وموحداً.

وقيل هو ابن ملك مقدونيا فيلب، وهذا مستبعد؛ لأن أوروبا لم تكن في ذلك الزمن تعرف أي دين سماوي؛ ولأنه عاش قبل ميلاد المسيح -عليه السلام- "القرن الرابع قبل الميلاد"، وقيل هو أخناثون ملك مصر فيما بين (١٣٧٠-١٣٥٢ق. م) .

وقد اتخذ المصريون القدماء القرنين رمزاً لهم في أعلامهم على شكل قرني الكبش بلون لامع فوضعوا اسم القرنين على رأس المعبود أمون رع.

وكان أخناثون يضفر شعره ضفرتين اقتداء بالنبي موسى -عليه السلام- الذي كان يصاحبه، والذي تشير بعض المصادر إلى أنه كان يضفر شعره ضفرتين، وكانتا تبدوان على شكل قرنين، ومات أخناثون وزوجته (نفرتيتي) في الصين حوالي (١٣٠٠ق. م) .

<<  <  ج: ص:  >  >>