هل هناك حديث صحيح يؤيد جوابكم أن الغسل يغني عن الوضوء حتى إن لم نقم بالوضوء؟ فالمعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا الوضوء قبل أن نغتسل من الجنابة أو الحيض. فكيف يكون الغسل مغنيًا عن الوضوء؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إجزاء الغسل عن الوضوء هو قول أكثر أهل العلم، مستدلين على ذلك بما يلي:
١- قوله تعالى:(وَلا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا)[النساء: من الآية٤٣] . ظاهره الاكتفاء بالغسل وحده من غير اشتراط وضوء ولا غيره.
٢- ما رواه البيهقي ١/١٧٧ عن جابر، رضي الله عنه، أن أناسًا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم- فسألوه عن غسل الجنابة وقالوا: إنا بأرض باردةٍ. فقال:"إنَّما يَكفي أحدَكم أنْ يَحْفِنَ على رأسِهِ ثلاثَ حَفناتٍ". وفي لفظ قال:"أمَّا أنا فأُفرِغُ على رأسي ثلاثًا". أخرجه البخاري (٢٥٤) مسلم (٣٢٧) . وظاهرهما الاجتزاء بذلك دون الوضوء.
٣- ومن المعقول أن الغسل والوضوء عبادتان من جنس واحد فدخلت الصغرى في الكبرى.
ولكن يشترط لذلك أمران: وهما النية، والمضمضة والاستنشاق، علمًا بأن السنة في الغسل أن يبدأ فيه بالوضوء. والله أعلم.