[صحة حديث "كل عمل ابن آدم له يؤجر عليه إلا البناء"]
المجيب د. محمد بن تركي التركي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/تصحيح الأحاديث والآثار وتضعيفها
التاريخ ٤/١٢/١٤٢٢
السؤال
ما مدى صحة حديث " كل عمل ابن آدم له يؤجر عليه إلا البناء"، وما هو فقه الحديث -إن صح-، وكيف الجمع بينه وبين الأحاديث التي تدل على أجر المسلم فيما ينفقه على أهله.
الجواب
الحديث الذي أشار إليه السائل هو ما ورد عن خباب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا التراب"، وفي رواية:" إلا البناء "، والحديث أخرجه أحمد بإسناد رجاله ثقات، كما أخرجه الترمذي، وقال:"هذا حديث حسن صحيح"، وانظر تمام تخريجه في هامش المسند (طبعة مؤسسة الرسالة ٣٤/٥٣٩، رقم ٢١٠٥٩) ، ومعنى الحديث محمول على ما لا حاجة للإنسان فيه.
قال الحافظ ابن حجر بعد إشارته لهذا الحديث، ونحو مما ورد في معناه، قال:"وهذا كله محمول على ما لا تمس الحاجة إليه مما لا بد منه للتوطن، وما يقي البرد والحر". (فتح الباري ١١/٩٥، الحديث رقم ٦٣٠٢) ، وقال المباركفوري في شرحه على الترمذي:"وهذا في بناء لم يقصد به قربة أو كان فوق الحاجة".
ولما تقدم فلا معارضة بينه وبين ما ذكره السائل من أنه قد يفهم منه تعارض هذا الحديث مع الأحاديث الدالة على أجر المسلم فيما ينفقه على أهله؛ لأن البناء الذي يبنيه الرجل له ولأهله مما يريد به الاستقرار فيه، وغير ذلك مما هو معلوم من حاجة الإنسان للبناء، فهذا كله داخل في النفقة على الأهل، ولعله أن لا يحرم الأجر - إن شاء الله -، وخاصة مع الاحتساب في ذلك، والله أعلم.